وقد قال العلماء: إن هذا السلوك مداراة بذلت فيها الدنيا لصلاح الدين أو الدنيا أو هما معا، وهى مباحة وليست مداهنة يبذل فيها الدين لصلاح الدنيا فهى مذمومة (١).
٦ - ومن الحكمة حسن اختيار الموضوع الذى يتحدث فيه الداعى، أو المبدأ الذى تراد الدعوة إليه بوسيلة من الوسائل، فالموضوعات والمسائل تختلف من بلد إلى بلد ومن زمن إلى أخر، وليكن الموضوع منتزعا من واقع البيئة وحكم الظروف ومتطلبات العصر، لا ما يختاره الداعى حتى لو كان غير مناسب لمقتضى الحال. والنبى - صلى الله عليه وسلم - كان إذا سأله مسائل أجابه عن أهم الأمور التى تناسبه، وإذا طلب منه وصية أوصى بما يصلح شأنه، إن الموضوعات التى تناقش مثلا فى أوروبا غير التى تناقش فى وسط إفريقيا، والموضوعات التى تثار فى البلاد الرأسمالية غير التى تثار فى البلاد الاشتراكية، وما يصلح للبدو لا يصلح للحضر، وهكذا. ومن أهم ما يعالج من موضوعات ما يأتى: