(د) وكتب إلى النجاشى أصحمة، وبعث الكتاب مع عمرو بن أمية الضمرى فأسلم.
وفى هذه الكتب ملاحظات هامة منها: -
١ - أنها كتبت باللغة العربية، وهى اللغة الرسمية للدولة الإسلامية، التى ترجمت إلى لغة المبعوث إليهم، إما على يد حامل الرسالة، وإما بوساطة مترجم محلى، وهو الظاهر، وقد ذكر ابن سعد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ألقى كلمة توجيهية فى البعوث، جاء فيها: انصحوا الله فى عباده، فإن من استرعى شيئًا من أمور الناس ثم لم ينصح لهم حرم الله عليه الجنة، انطلقوا ولا تصنعوا كما صنعت رسل عيسى بن مريم، فإنهم أتوا القريب وتركوا البعيد. فأصبحوا -يعنى الرسل- وكل رجل منهم يتكلم بلسان القوم الذين أرسل إليهم، فذكر ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال "هذا أعظم ما كان من حق الله عليهم فى أمر عباده".
وإذا صح هذا الخبر، وكان ذلك إكراما لرسول لله فى أشخاص هؤلاء، فإن معرفتهم باللغات لا تعدو أن تكون سطحية بقدر يسير لا يعتمد عليه فى المهمات الرسمية الدقيقة، وقد كان للملوك مترجمون لمثل هذه الأمور يوثق فى ترجمتهم، وقد جاء فى خبر كتاب النبي