طبيعى فى الدعوة، يبدأ فيها بالأصول والمبادئ العليا، فإذا حصل التصديق بها بينت الفروع بعد ذلك.
٥ - لقد كانت الدعوة إلى الملوك دعوة إلى العالم كله أو إلى غالبه، بوصفهم ممثلين للشعوب التى يحكمونها، والأجناس التى تعيش تحت ظلهم، وقد كانت لفارس مستعمرات تحتها أجناس، وللروم كذلك مستعمرات كبيرة متعددة، وكان للحبشة نفوذ فى البلاد التى تجاورها، انظر إلى قوله:"إلى هرقل عظيم الروم" وقوله: "فإن توليت فعليك إثم الأريسيين -الفلاحين- أى فعليك إثم الأتباع والرعية لأنهم اتبعوك، وكذلك قوله: "إلى كسرى عظيم فارس" وقوله: "فإن توليت فعليك إثم المجوس -عبدة النار أتباعه- وكذلك قوله:"إلى النجاشى ملك الحبشة" وقوله: "فإن توليت فعليك إثم النصارى من قومك" وهكذا .. وذلك يؤكد أنها دعوة عامة.
٦ - يعجبنى فى كتاب النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى هرقل وتضمينه هذه الآية الكريمة: {قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (٦٤)} أن فيها دعوة إلى