للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جزت الصراط؟ فقال الرجل: لا، قال: فهل علمت إلى الجنة تصير أم إلى النار؟ فقال: لا، قال: ففيم الضحك؟ ! عافاك الله والأمر هول، فما رُؤي الرجل ضاحكًا حتى مات (١).

أخي الحبيب:

أي سفر أطول من هذا السفر؟ وأي زاد تحتاج؟ إنه -أيها الحبيب- زاد الآخرة {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى}.

أما الموت الذي لم نذقه بعد فلا نَعرفُ ألمه وشدته إلا حين يقع .. فكل منا سيمر بتلك اللحظات العصيبة والدقائق الرهيبة ... الأنفاس مشدودة، والعين حائرة كسيرة ... إنها لحظة الاحتضار.

وحين تفتح عينك وملك الموت واقف على رأسك .. تُفكر في ماذا تلك اللحظات؟ !

ونحن لم نذق الموت بَعُد .. ألمه وغُصَصه وكُربه .. ما هي؟

لحظاتُ لنرى حال من سبقنا إلى ذلك فهذا عمر بن العاص لما احتضر سأله ابنه عن صفة الموت فقال: والله لكأن جنبي في تخت ولكأني أتنفس من سَم إبرَهَ، وكأن غصن شوك يجر به قدمي إلى هامتي (٢).

وسأل عمر -رضي الله عنه- كعبًا فقال: أخبرني عن الموت؟

قال: يا أمير المؤمنين، هو مثل شجرة كثيرة الشوك في جوف


(١) الحسن البصري: (٦٩).
(٢) جامع العلوم: (٤٤٩).

<<  <   >  >>