وقد اختُلِف فيه على زيد بن أسلم: فقد أخرجه ابن ماجه (٣٢١٦)، والدارقطني في سننه (٤/ ٢٩٢) من طريق معن بن عيسى عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن ابن عمر مرفوعًا. وأخرجه عبد الرزاق (٤/ ٤٩٤) عن معمر عن زيد بن أسلم مرسلًا به. وأخرجه الحاكم (٤/ ١٣٨) من طريق مسور بن الصلت وسليمان بن بلال عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري مرفوعًا. وفي العلل الكبير للترمذي (٤٣٧): سألت محمدًا عن هذا الحديث، فقلت له: أترى الحديث محفوظًا؟ قال: نعم، قلت له: عطاء بن يسار أدرك أبا واقد؟ فقال: ينبغي أن يكون إدركه، عطاء بن يسار قديم". اهـ. قلت: لكن عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، ضعفه ابن معين، وقال أبو حاتم: لا يحتج به، فالظاهر أن الحديث غير محفوظ عن أبي واقد، أما طريق ابن عمر: فإن هشام بن سعد فيه ضعف، لكن الآجرى قال عن أبي داود: هو أثبت الناس في زيد بن أسلم، ومعن بن عيسى ثقة ثبت، أما شيخه هنا: يعقوب بن حميد بن كاسب -الذي هو شيخ ابن ماجه- فإنه مختلف فيه، لكن تابعه اثنان: حميد بن الربيع عند الدارقطني، وموسى بن هارون عند الحاكم؛ ولذا فإن الظاهر أن الحديث محفوظ من حديث ابن عمر، حيث إن هشامًا أثبت في زيد من معمر، وهذا بخلاف ما رجحة الدارقطني في