وله شاهد آخر من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، أخرجه أحمد (٢/ ١٧٤، ٢٠٥)، والنسائي في "الكبرى" (٤/ ٤٣) وإسناده حسن. وله شاهد ثالث موقوف على ابن مسعود، أخرجه المروزي "السنة" (١٥٩، ١٦٠، ١٦١، ١٦٢) (ط. دار الآثار بتحقيقي)، وابن حبان (١١/ ٣٩٩) من طرق عن شعبة عن سماك عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه قال: "لا تحل صفقتان في صفقة". قلت: سماك بن حرب، عابوا عليه عدة أمور تنحصر في الآتي: ١ - أنه كان يغلط ويختلف عليه الحفاظ، قاله أحمد والموصلي. ٢ - أنه مضطرب الحديث، قاله أحمد. ٣ - أنه أسند أحاديث لم يسندها غيره، قاله ابن معين. ٤ - أنه كان ربما لقن، فإذا انفرد بأصل لم يكن حجة، قاله النسائي. ٥ - أنه تغير قبل موته، قاله البزار، وقال الذهبي: ساء حفظه، وقد ذكره ابن الكيال في "الكواكب النيرات"، وكذا العلائي في "المختلطين". والذي أراه أن المآخذ الأربعة الأولى كلها تعود إلى النقطة الخامسة، وهي كونه تغير واختلط قبل موته، فساء حفظه، وهذا ما قرره يعقوب حيث قال كما في "تهذيب المزي" (٣/ ٣١٠ ط. الرسالة): "روايته عن عكرمة خاصة مضطربة، وهو في غير عكرمة صالح، وليس من المتثبتين، ومن سمع من سماك قديمًا مثل شعبة وسفيان فحديثهم عنه صحيح مستقيم، والذي قاله ابن المبارك إنما يرى أنه فيمن سمع منه بآخرة"، وكان ابن المبارك قد قال: سماك ضعيف في الحديث. ومثله عن الدارقطني كما في "الإكمال لمغلطاي" (٢٢٣٨)، و"سؤالات السلمي" (١٥٨) حيث قال: "إذا حدث عنه شعبة والثوري وأبو الأحوص فأحاديثهم عنه سليمة، وما كان عن شريك، وحفص بن جميع، ونظرائهم ففي بعضها نكارة" اهـ.