بعده" (١)؛ وقد نصَّ أحمد على الأخذ بهذا الحديث الثاني، "ونصَّ في إحدى الروايتين عنه على الأخذ بالحديث الأول، وهو قول من يقول به من أصحاب مالك والشافعي وغيرهما.
فإذا كان النبي - صلى الله عليه وسلم - قد جعل التراب يطهر أسفل النعل وأسفل
(١) إسناده لا بأس به: أخرجه مالك في الموطأ (٤٥) ومن طريقه كل من: الترمذي (١٤٣)، وأبو داود (٣٨٣)، وابن ماجه (٥٣١)، والشافعي كما في "مسنده" (١/ ٥٠)، والدارمي (٧٤٢)، والحاكم في "معرفة علوم الحديث" (ص ٦٩) كلهم من طريق محمد بن عمارة عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التميمي عن أم ولد لإبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن أم سلمة مرفوعًا به، وتابع مالكًا: عبد الله بن إدريس عند أحمد في "مسنده" (٦/ ٢٩٠)، وأبو يعلى في "مسنده" (٦٩٢٥)، وابن الجارود في "المنتقى" (١٤٢). قلت: ابن عمارة وثقه ابن معين، وقال أبو حاتم: صالح ليس بذاك القوي، وفي "التقريب": صدوق يخطئ ومحمد بن إبراهيم -راوي حديث: "إنما الأعمال بالنيات"- هو الذي قال فيه الذهبي: وثقه الناس واحتج به الشيخان وقفز القنطرة، وإن كان أحمد قد قال فيه: "في حديثه شيء، يروى أحاديث منكرة أو مناكير"، وهذا لا يعني أن أحمد يضعفه، إذ للزِم منه أن أحمد يضعف حديث: "إنما الأعمال بالنيات"، وهذا لم يقل به أحد، لكن هذا اصطلاح خاص بأحمد يطلقه أحيانًا على الثقة إذا تفرد ولم يُتابع كما حرر ذلك الحافظ، لذا قال الحافظ في التقريب في محمد بن إبراهيم: ثقة له أفراد. وأم ولد إبراهيم اسمها حميدة كما في "التهذيب" (١٢/ ٤٤١)، و"الميزان" (٧/ ٤٦٨)، وقال الحافظ في "التقريب": مقبولة؛ وقال العقيلي في "الضعفاء" (٢/ ٢٥٦) بعد أن ساق إسناد الحديث: "إسناد صالح جيد"، وظاهر صنيع ابن عبد البر في "التمهيد" (٢٤/ ١٤٨) احتجاجه بالحديث.