عيسى الثّقفىّ، عن عبد الله بن يزيد مولى المنبعث، عن أبى هريرة قال: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تعلّموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم؛ فإن صلة الرحم محبّة فى الأهل، مثراة فى المال، منسأة فى الأجل، مرضاة للرب».
قال أبو محمد علىّ بن أحمد بن حزم: الحسن المذكور فى هذا الحديث، الذى رواه عنه محمد بن معاوية هذا، هو الحسن الأطروش الذى أسلم الدّيلم على يديه.
قال علىّ بن أحمد: وأما الذى تكون معرفته من النسب فضلا فى الجميع، وفرضا على الكفاية، نعنى على من يقوم به من الناس دون سائرهم، فمعرفة أسماء أمهات المؤمنين، المفترض حقّهن على جميع المسلمين، ونكاحهنّ على جميع المؤمنين حرام؛ ومعرفة أسماء أكابر الصحابة من المهاجرين والأنصار-رضى الله عنهم-الذين حبّهم فرض. وقد صحّ
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:«آية الإيمان حب الأنصار، وآية النفاق بغض الأنصار!». فهم الذين أقام الله بهم الإسلام، وأظهر الدين بسعيهم. وكذلك صحّ أنه-عليه السلام-أمر كل من ولى من أمور المسلمين شيئا أن يستوصى بالأنصار خيرا، وأن يحسن إلى محسنهم، ويتجاوز عن مسيئهم.
قال علىّ: فإن لم نعرف أنساب الأنصار، لم نعرف إلى من نحسن ولا عمن نتجاوز؛ وهذا حرام. ومعرفة من يجب له حق فى الخمس من ذوى القربى؛ ومعرفة من تحرم عليهم الصدقة من آل محمد-عليه السلام-ممن لا حق له فى الخمس، ولا تحرم عليه الصدقة. وكلّ ما ذكرنا، فهو جزء من علم النسب.
فوضح بما ذكرنا بطلان قول من قال إن علم النسب علم لا ينفع، وجهالة لا تضرّ،