للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

علي، وابن عمر، وابن عمرو، وجابر بن سمرة، وأبي أمامة، وأبي هريرة، وكلها ضعيفة لا يثبت منها شيء، وليس فيها شيء يقوي المرسل ... إلى آخر ما قال".

وأما من ناحية متنه فقال: "ثم على تقدير ثبوته إنما يصح الاستدلال به لو كان خبرا أي متمحضا للخبرية، ولا يصح على الخبر لوجود من يحمل هذا العلم وهو غير عدل وغير ثقة١ فلم يبق له محمل إلا على الأمر٢ ومعناه أنه أمر للثقات بحمل هذا العلم لأن العلم إنما يقبل عنهم، والدليل لذلك أن في بعض طرقه عند ابن أبي حاتم: "ليحمل هذا العلم" بلام الأمر.

أقول: وإذا حملناه على الأمر فقد عرا عن أن يكون دليلا لما ذهب إليه ابن عبد البر ولا يقال: لم لا يصير هذا الحديث حسنا بتعدد الطرق؟

لأنا نقول: إن الضعيف قسمان:

١- ضعيف ينجبر بتعدد الطرق كما إذا كان ضعفه محتملا.

٢- وضعيف لا ينجبر فيما إذا كان غير ذلك وهذا من الثاني، والله أعلم٣.

٢- الشرط الثاني: الضبط: وهو إتقان ما يرويه الراوي بأن يكون متيقظا لما يروي، غير مغفل٤ وذلك بأن يكثر صوابه على خطئه وغفلته، حافظا لروايته إن حدث من حفظه ضابطا لكتابه إن حدث من كتابه، عالما بما يحيل المعنى عن المراد إن روى بالمعنى حتى يثق


١ فيلزم عليه الخلف في خبره -صلى الله عليه وسلم- وهو مستحيل شرعا.
٢ أي إنه فعل مضارع يراد به الأمر أي ليحمل.
٣ علوم الحديث لابن الصلاح بشرح العراقي ١٣٨، ١٣٩، ط العاصمة، وتدريب الراوي بشرح تقريب النواوي ص١٩٩، ٣٠٠.
٤ بضم الميم وفتح الغين وفتح الفاء المشددة.

<<  <   >  >>