للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العاص فإنه كان يكتب ولا أكتب١.

٣- ما رواه البخاري ومسلم في صحيحهما وغيرهما٢: أن أبا شاه٣ اليمني التمس من النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يكتب له شيئا سمعه من خطبته عام الفتح فقال النبي -صلى الله عليه وسلم: "اكتبوا لأبي شاه".

٤- ما رواه الشيخان والنسائي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما اشتد بالنبي -صلى الله عليه وسلم- وجعه قال: "ائتوني بكتاب أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده ... " الحديث.

أي آمر بأن يكتب لكم كتاب, فهذا إذن منه -صلى الله عليه وسلم- وهم بالكتابة بالفعل، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا يأذن ولا يهم إلا بما هو مشروع.

٥- ما ثبت أنه -صلى الله عليه وسلم- كتب كتاب الصدقات والديات والفرائض والسنن لعمر بن عزم وغيره روى البخاري في صحيحه بسنده عن أنس: "أن أبا بكر رضي الله عنه كتب له هذا الكتاب لما وجهه إلى البحرين: "بسم الله الرحمن الرحيم: هذه فريضة الصدقة التي فرض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على المسلمين والتي أمر بها رسوله فمن سئلها من المسلمين على وجهها فليعطها، ومن سئل فوقها فلا يعط ... " الحديث.

٦- وروى أبو داود والحاكم وغيرهما عن عبد الله بن عمرو بن


١ وكان مقتضى هذا أن يكون أكثر حديثا من أبي هريرة مع أن ما أحصاه العلماء من مرويات عبد الله أقل مما أحصاه العلماء لأبي هريرة بكثير جدا والسبب في هذا: ١- أن عبد الله كان أكثر مقامة بعد فتوح الأمصار بمصر أو بالطائف ولم تكن الرحلة إليهما ممن يطلب العلم كالرحلة إلى المدينة التي كان مستوطن أبي هريرة مع تصديه للرواية أو الفتوى حتى مات. ٢- ما اختص به أبو هريرة من دعوة النبي له بألا ينسى ما يحدث به. ٣- أن عبد الله كان قد ظفر في الشام بحمل زاملتين من كتب أهل الكتاب فكان ينظر فيها ويحدث منها فتجنب الرواية عنه كثير من أئمة التابعين -فتح الباري ج١ ص٢٠٧.
٢ عمدة القاري ج١ ص٥٦٨ ط استانبول.
٣ أبو شاه: بشين معجمة وهاء بعد الألف في الوقف والدرج, ولا يقال بالتاء بل هو خطأ وتصحيف ولا يعرف اسم أبي شاه هذا, وإنما يعرف بكنيته وهو كلبي يمني.

<<  <   >  >>