العاص قال: قلت: يا رسول الله إني أسمع منك الشيء أفأكتبه؟ قال:"نعم" قلت: في الغضب والرضا؟ قال:"نعم فإني لا أقول فيهما إلا حقا".
وكانت له صحيفة -أي نسخة تضم أحاديث كثيرة- وكان يسميها الصادقة لثقته بكل ما رواه فيها من الأحاديث وكان يعتز بها غاية الاعتزاز حتى كان يقول:"ما يرغبني في الحياة إلا الصادقة، والوهط" والوهط بستان له كان بالقرب من الطائف، وقد روى الكثير منها حفيده عمرو بن شعيب صاحب النسخة المشهورة عند المحدثين.
٧- وروى الترمذي عن أبي هريرة قال:"كان رجل من الأنصار يجلس إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيسمع منه الحديث فيعجبه ولا يحفظه. فشكا ذلك إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: "استعن بيمينك", وأومأ بيده إلى الخط. أي أشار إلى الكتابة بإصبعه. قال الترمذي: وهذا الحديث ليس إسناده بذلك القائم.
٨- وأسند الرامهرمزي عن رافع بن خديج قال: قلت يا رسول الله: إن نسمع منك أشياء أفنكتبها؟ قال: "أكتبوا ذلك ولا حرج"، وقد ضعف بعض العلماء هذا الحديث.
٩- وروى الحاكم وغيره من حديث أنس وغيره موقوفا: "قيدوا العلم بالكتاب" وفي سنده مقال.
١٠- وأسند الديلمي عن عليٍّ -رضي الله عنه مرفوعا: "إذا كتبتم الحديث فاكتبوه بسنده" وفي سنده مقال.
ومن هذه الروايات وغيرها يتبين لنا أن ما كتبه النبي -صلى الله عليه وسلم- لعماله بشأن الزكوات وأنصبتها, وما كتبه في عهود بينه وبين اليهود بالمدينة وغيرها، ومن عهود بينه وبين المشركين كما حدث في الحديبية، والكتب التي كتبها إلى الأمراء بالجزيرة، وإلى ملوك الدنيا المعروفة آنئذ داعيا