للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من أئمة العلم والفقه والرواية, فهذا هو ابن عمر رضي الله عنهما يترحم عليه في جنازته ويقول: "كان يحفظ على المسلمين حديث النبي -صلى الله عليه وسلم", رواه ابن سعد في طبقاته, وروى وكيع عن الأعمش عن أبي صالح قال: "كان أبو هريرة أحفظ أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم", وقال الإمام الشافعي: "أبو هريرة أحفظ من روى الحديث في دهره", وقال الإمام البخاري: "روى عنه نحو الثمانمائة من أهل العلم وكان أحفظ من روى الحديث في عصره", فهل نصدق هؤلاء الأئمة أم نصدق المستشرقين وأبواقهم؟

وكان رضي الله عنه إذا بدأ الحديث يقول: قال رسول الله الصادق المصدوق أبو القاسم -صلى الله عليه وسلم: "من كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار" , رواه أحمد، وروى مسدد في مسنده عن أبي هريرة قال: "بلغ عمر حديثي فقال لي: كنت معنا يوم كنا في بيت فلان؟ قلت: نعم إن رسول الله قال يومئذ: "من كذب عليّ ... " الحديث, قال: فاذهب الآن فحدث", وهذا يدل على شدة تحريه وتنبئه في الرواية.

٣- حرصه البالغ على حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قولا وعملا؛ وقد شهد له النبي -صلى الله عليه وسلم- بذلك, روى البخاري بسنده عن أبي هريرة قال: قلت يا رسول الله من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة قال: "لقد ظننت يا أبا هريرة أن لا يسألني عن هذا الحديث أحد أولى منك لما رأيت من حرصك على الحديث, أسعد الناس بشفاعتي من قال: لا إله إلا الله خالصا من قلبه".

٤- لقد كان من دواعي إكثاره أيضا تفرغه للعلم والرواية والفتيا بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم، ولم يتول الإمارة إلا فترة من حياته زمان الفاروق عمر ثم رغب عنها فيما بعد, روى عبد الرزاق بسنده عن ابن سيرين: "أن عمر استعمل أبا هريرة على البحرين, فقدم بعشرة آلاف, فقال له عمر: استأثرت بهذه الأموال, فمن أين لك؟ قال: خيل نتجت، وأعطية

<<  <   >  >>