والأصح تفضيل فاطمة من حيث كونها بضعة منه -صلى الله عليه وسلم- ففي صحيح البخاري:"فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني" , وفي الصحيح أيضًا مرفوعًا:"فاطمة سيدة نساء أهل الجنة" وقد صحح هذا الرأي السبكي في "الحلبيات" وبالغ في تصحيحه، وقد ثبت في الصحيح أنها سيدة هذه الأمة، وروى النسائي عن حذيفة مرفوعًا قال:"هذا ملك من الملائكة استأذن ربه ليسلم عليّ, وبشرني أن حسنًا وحسينًا سيدا شباب أهل الجنة، وأمهما سيدة نساء أهل الجنة" , وفي مسند الحارث بن أسامة بسند صحيح لكنه مرسل:"مريم خير نساء عالمها وفاطمة خير نساء عالمها", ورواه البخاري موصولًا من حديث علي بلفظ:"خير نسائها مريم وخير نسائها فاطمة" , قال الحافظ ابن حجر: والمرسل يفسر المتصل يعني أن المراد نساء عالمها. قال الحافظ ابن حجر:"وأقوى ما يستدل به على تقديم فاطمة على غيرها من نساء عصرها ومن بعدهن ما ذكر من قوله -صلى الله عليه وسلم: "إنها سيدة نساء العالمين إلا مريم" , وأنها رزئت بالنبي -صلى الله عليه وسلم، فإنهن متن في حياته فكن في صحيفته، ومات هو في حياتها فكان في صحيفتها وكنت أقول ذلك استنباطا إلى أن وجدته منصوصًا، فذكر ما رواه ابن جرير الطبري في تفسير سورة آل عمران من تفسيره"١.
"بين السيدة خديجة والسيدة فاطمة": وكذلك اختلف في التفضيل بين خديجة وابنتها فاطمة، فمن العلماء من فضل أمها لما ذكرنا في فضلها، ومنهم من فضل فاطمة؛ لأنها بضعة منه -صلى الله عليه وسلم- قال السبكي الكبير:"الذي نختاره وندين الله به أن فاطمة أفضل ثم خديجة أفضل ثم عائشة أفضل", وقيل: إنهما سواء وهذا الرأي أولى وهو ما أميل إليه ويشهد له ما ذكرناه من حديث: "خير نسائها خديجة". وحديث: "خير نسائها