قال أبو الحسن بن مؤمن: لما أجتمعت بالحافظ أبي الطاهر السلفي ودخلت إليه في منزله اكرمني وابدى لي مبرة وإقبالاً وأثنى على أهل الأندلس خيراً ثم سألني عن حوائجي، فذكرت له مقاصدي وإن جل قصدي بتلك البلاد لقياه والأخذ عنه، فأنعم بذلك ووعدني بكل خير؛ ثم أنشدته أبيات كنت رويتها وأنا بالبحر في مدحه وهي هذه:
ظمئت فهل لي في مواردكم ري ... وهل لي في أكناف عزكم في
وقد طفت في الآفاق علي أن أرى ... بها أحداً والحي ما إن به حي
قصدت إليكم من بلاد بعيدة ... وأنصب جسمي بالسرى نحوكم طي
لعلك تجلو عن فؤادي صداءه ... فقد مد اطناباً به الجهل والعي
وتقبسني كفاك من شرع أحمد ... كواكب أبدتها خراسان والري
وحاشاكم من أن يضيع لديكم ... رجائي أو يخشى على حاجتي لي
أبا طاهر أحرزت دين محمد ... وناهيك فخراً لا يماثله شي