للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صارت أصوله العتيقة الكثيرة في فنون العلم بخطه، وانفرد بالرواية عنه بلقاه والسماع منه أزيد من عشرين سنة.

قال أبو الحسن محمد بن سلمون: كان يتصدق على الأرامل واليتامى بماله من دقيق وأدم وغير ذلك، فتقول له زوجه: أنك لتسعى بهذا العمل في فقر أبنائك، فيقول لها: لا والله بل أنا شيخ طماع أسعى في غناهم. وكنا نقرأ عليه في مرضه الذي توفي منه فكان لا يسمع منه كلام في أيام الثلاثاء والأربعاء والخميس إلا أن ينادي الله سائلاً منه قبضه يوم الجمعة، فإذا جاوزه رؤي يوم السبت أسفاً سيء الحال نكد البال، فيستمر أمره كذلك إلى انقضاء يوم الاثنين، فإذا كان يوم الثلاثاء ظهر عليه سرور وابتهاج لطمعه في الموت يوم الجمعة، وتكرر ذلك منه حتى عرف له ومن الله عليه بمطلوبه (١) فقبض يوم الخميس ودفن يوم الجمعة كما كان يسأل ويدعو، رحمه الله.

ولد سنة إحدى وسبعين وأربعمائة، قاله أبو عبد الله الأندرشي عنه، وقال أبو الخطاب بن واجب عنه: ان مولده عام سبعين أو بعده بعام (٢) لم يتحقق [١١٢ ظ] ذلك، وتوفي بعد صلاة ظهر يوم الخميس لثلاث عشرة ليلة بقيت من رجب أربع وستين وخمسمائة، وصلى عليه أبو الحسن بن النعمة، وحضر جنازته جمع عظيم من الناس، وشهدها سلطان بلنسية


(١) بمطلوبه: سقطت من م ط.
(٢) بعام: سقطت من م ط.

<<  <  ج: ص:  >  >>