من رفع الصوت به ملعثماً ... رد عليه صوته مبينا
راق فلاح وجنة وافتتحت ... طاقاته فيه فكانت أعينا
هي القصور البيض لا ما حدثوا ... عن إرم وغيرها من البنا
تختطف الأبصار من لألائها ... والليل قد أرخى القناع الأدكنا
كأنما النهر الخضم تحتها ... مجرة الأفق امتداداً وسنا
وهي عليه كالنجوم سحراً ... بين جموع وفرادى وثنا
لا نشرت كتاب حسن روضة ... إلا بهاتيك البنا معنونا
ولا أباد الدهر منها مصنعاً ... حتى ترى وهي تبيد الأزمنا
فكم لنا ما بينها من مسمع ... ومنظر ومعشق، وكم لنا
إن أبصرت شمس الضحى مجوننا ... تنقبت بالغيم كي لا تفتنا
أو سمعت ورق الحمام شدونا ... ملن إلينا وتركن الاغصنا
فمن جمال يستفز ناظراً ... ومن حديث يستميل أذنا
وشادن في مقلتيه مرض ... أعدى الجسوم فبدا فيها ضنى
يسيء ما شاء ولكن الهوى ... يبصر سوء الفعل منه حسنا
ونافر يقتلنا إذا نأى ... مستأنس ينشرنا إذا دنا
من غرس النظره في وجنته ... فقد جنى العشق ونعم ما جنى
وغير بدع فتنة بحسن ... من أبدع الحسن قضى أن يفتنا
وصاحب حلو المزاح ممتع ... يصفي السرور ويقد الشجا
خادعنا لما مشى ما بيننا ... محتجنا لقوسه مضطبنا