للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأمن [١٧٨و] ، ونشكر عظيم ذلك المن، فهذه النفس أنت مقلها، وفي برد ظلك يكون مقيلها، فلله مجدك وما يأتيه، لا زلت للوفاء تحييه، ودانت لك الدنيا، ودامت بك العليا.

فبادر ابن عبد العزيز إلى لقائه، وأنزله (١) في فصر مجاور لقصره، وأشركه في أمره ونهيه (١) ، فكتب إليه (٣) :

" من ذا يضاهيك، وإلى النجم مراميك، فشأوك لا يدرك، وشعبك لا يسلك، أقسم لأعقدن (٤) على علاك من الثناء إكليلا، يذر اللحظ من سناه كليلا، ولأطوقنه شرق البلاد وغربها، ولأحملنه عجم الرجال وعربها، وكيف لا وقد نصرتني نصراً مؤزراً، وصرفت عني الضيم عقيراً معفراً، وألبستني البأو برداً مسهماً، واوليتني فضلاً متمما ".

وله في أعلام رؤساء الأندلس بخلاصه من ثقافه وشكر ابن عبد العزيز على السعي في تخليصه رسائل كثيرة بارعة ضمنها مع سواها من رسائله أبو الحسن بن بسام في كتاب ترجمه: " بسلك الجواهر من نوادر ترسيل ابن طاهر " (٥) . وبقي عنده معروف الفضل معظماً إلى أن توفي ابن عبد العزيز. ثم تغلب على بلنسية طاغية الروم (٦) ، فأسره فيمن أسر، ثم كيف الله إنقاذه، فخلص إلى شاطبة؛ ولما أنتزع اللمتونيون بلنسية من


(١) هاتان العبارتان من القلائد.
(١) هاتان العبارتان من القلائد.
(٣) القلائد: ٦١.
(٤) م ط: لأقعدن، وهو خطأ بين.
(٥) أنظر الذخيرة ٢: ٨.
(٦) يعني السيد القنبيطور.

<<  <  ج: ص:  >  >>