للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سواكن النفوس إلى الوفادة على تلك المعالم المكرمة والمشاهد المعظمة، وكان أبو الحسن الشاري يقول أنها ليست من تصنيفه وإنما قيد معاني ما تضمنته، فتولى ترتيبها ونضدها بعض الآخذين عنه بناء على ما تلقاه منه.

ولما ورد في هذه الرحلة الإسكندرية متوجهاً إلى الحاج في ركب عظيم من المغاربة أمر الناظر على اللبد بالبحث عن ما أستصحبوه من مال على اختلاف أنواعه وفتش الرجال والنساء وهتكت (١) حرمة الحرم ولم يكن منهم إبقاء على أحد، وأحلفوهم بالأيمان المغلظة إستبراء لما قدروا غيبتهم عليه، قال (٢) : فلما جاءتني النوبة وكانت معي حرم ذكرتهم بالله ووعظتهم فلم يعرجوا على قولي ولا التفتوا إلى كلامي وفتشوني كما فتشوا غيري فاستخرت الله تعالى ونظمت هذه القصيدة ناصحاً لأمير المسلمين صلاح الدين بن أيوب ومذكراً له بالله في حقوق المسلمين ومادحاً له فقلت (٣) : [١٨٠ ظ] .

أطلت على أفقك الزاهر ... سعود من الفلك الدائر

فأبشر فأن رقاب العدا ... تمد إلى سيفك الباتر

وعما قليل يحل الردى ... بكندهم (٤) الناكث (٥) الغادر


(١) م ط: وهتك.
(٢) أنظر مقدمة الرحلة: ٢٨ نقلاً عن العبدري.
(٣) مقدمة الرحلة: ٢٨ والنفح ٣: ١٤٤.
(٤) الكند هو ما يسمى الكونت Count.
(٥) م: الناكب.

<<  <  ج: ص:  >  >>