وخصب الورى يوم تسقي الثرى ... سحائب من دمها الهامر
فكم لك من فتكة فيهم ... حكت فتكة الأسد الخادر
كسرت صليبهم عنوة ... فلله درك من كاسر
وغيرت آثارهم كلها ... فليس لها الدهر من جابر
وأمضيت جدك في غزوهم ... فتعساً لجدهم العاثر
فأدبر ملكهم بالشآم ... وولى كأمسهم الدابر
جنودك بالرعب منصورة ... فناجز متى شئت أو صابر
فكلهم غرق هالك ... بتيار عسكرك الزاخر
ثأرت لدين الهدى في العدا ... فآثرك الله من ثائر
وقمت بنصر إله الورى ... فسماك بالملك الناصر
وجاهدت مجتهداً صابراً ... فلله درك من صابر
تبيت الملوك على فرشها ... وترفل في الزرد السابري
وتؤثر جاهد عيش الجهاد ... على طيب عيشهم الناضر
وتسهر جفنك في حق من ... سيرضيك في جفنك الساهر
فتحت المقدس من أرضه ... فعادت إلى وصفها الطاهر
وجئت إلى قدسه المرتضى ... فخلصته من يد الكافر
وأعليت فيه منار الهدى ... وأحييت من رسمه الدائر
لكم ذخر الله هذي الفتوح ... من الزمن الأول الغابر
وخصك من بعد ما زرته ... بها لاصطناعك في الآخر