لاحت لنا من ذراها الشم شاهقة ... تدني لزهر الدراري كف ملتمس
وقد أغذت بنا في اليم جارية ... سوداء لا تستطيع الجري في يبس
كأنها وعباب الماء يزعجها ... تنص جيد مراعي اللحظ مختلس
كأن بيض نواحيها إذا انتشرت ... لواء صبح بدا في سدفة الغلس
تنازع الريح منها صعب مقودها ... فترتمي بعنان مسمح سلس
لولا حذاري أن أذكي لها لهباً ... زجيتها برياح الشوق من نفسي
يا ليت شعري والآمال معوزة ... وربما أمكنت يوماً لمختلس
هل يدنون مزار الشوق أن به ... ما شئت من نهز للأنس او خلس
وهل تعودن أيام رشفت بها ... سلافة العيش أحلى من جنى اللعس
حيث أنبسطنا مع اللذات تنقلنا ... أيدي المسرات من عيد إلى عرس ولما (١) شاع الخبر المبهج المسلمين جميعاً حينئذ بفتح بيت المقدس على يد السلطان الناصر صلاح الدين أبي المظفر يوسف بن أيوب بن بوري رحمه الله - وكان يوم فتحه يوم السبت لثالث عشرة ليلة بقيت من رجب ثلاث وثمانين وخمسمائة، كان ذلك من أقوى الأسباب التي بعثته على الرحلة الثانية فتحرك لها من غرناطة أيضاً يوم الخميس لتسع خلون من ربيع الأول من سنة خمس وثمانين قال: وقضى الله برحمته لي بالجمع بين زيارة الخليل عليه السلام وزيارة المصطفى صلى الله عليه وسلم وزيارة المساجد الثلاثة في