للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونظمه فائق وقفت منه على مجلد متوسط يكون قدر ديوان ابي تمام حبي ابن أوس جمع أبي بكر الصولي أو نحو ذلك ومنه جزء سماه: طنتيجة وجد الجوانح في تأبين القرين الصالح " أودعه قطعاً وقصائد في مراثي زوجه أم المجد المذكورة بعد وفاتها والتوجع لها أيام حياتها تزيد بيوته على ثلاثمائة، سوى موشحات خمس جعلها قريباً من آخره؛ ومنه جزء سماه: " نظم الجمان في التشكي من إخوان الزمان " يشتمل على أزيد من مائتي بيت في قطع؛ وله ترسيل بديع وحكم مستجادة دون ذلك كله ونقل عنه؛ فمن حكمه قوله (١) إن شرف الإنسان، فبفضل وإحسان، وأن فاق، فبتفضل وإنفاق؛ ينبغي للإنسان أن يحفظ لسانه (٢) ، كما يحفظ الجفن إنسانه، فرب كلمة تقال، تحدث عثرة لا تقال. كم كست فلتات الألسنة الحداد، من وراءها من ملابس الحداد. نحن في زمن لا يحظى فيه بنفاق، إلا من عامل بنفاق. شغل الناس عن طريق الآخرة بزخارف الأعراض، فلجوا في الصدود عنها والإعراض، آثروا دنيا هي أضغاث أحلام، وكم هفت في حبها من أحلام، وكم هفت في حبها من أحلام، أطالوا فيها آمالهم، وقصروا أعمالهم، ما بالهم لم يتفرغ لغيرها بالهم، ما لهم في غير ميدانها استنان، ولا [١٨٤ و] بسوى هواها استنان، تالله لو كشفت الأسرار، لما كان هذا الإصرار؛ ولسهرت العيون، وتفجرت من شئونها من شئنها العيون، فلو أن عين البصيرة من سنتها هابة، لرات ان جميع ما في


(١) أنظر الإحاطة ٢: ١٧٣.
(٢) للإنسان؟ لسانه: سقطت من م ط.

<<  <  ج: ص:  >  >>