للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

توفي سنة ثلاث وثلاثين وستمائة، حسبما ذكر هنالك، فتولى [٢١٣ و] النظر فيها من لا يصلح لها. ولما اثني على أبي مروان الباجي عند الملك الكامل أراد صرف النظر في المدارس المصرية إليه، فسال عنه فأخبر انه قد نهض إلى الحج، فأمر بالبحث عنه في جميع بلاده وتلقي الركبان في شانه والإحسان إليه وأفاده (١) عليه، فطيرت الحمام من بلد إلى بلد في الوصاة به.

فبينا أبو مروان قد قدم على قوص، كما ذكر آنفاً، خرج إلى الركب قوم من قبل والي المدينة يسألون عنه حسبما أمروا به، فأخبروا بأنه في تلك القافلة، فاجتمعوا به وساروا معه إلى والي قوص، وكان يدعى بابن زغبوش، فألقى إليه أمر الملك الكامل في حقه وبالغ في إكرامه والحفاية به، ودفع له خمسين دينراً مصرية وأثواباً من لباس أهل تلك البلاد فيها حرير فأبى أبو مروان قبول شيء من ذلك، وبعد لأي ومراجعة طويلة قبل الدنانير على كراهة، ورد الأثواب وقبض تلك الدنانير بعض خدمته وكان يدعى بابن مذكور؛ وسمعه حينئذ بعض خواصه وهو أبو الحجاج الأبدي، وكان ممن حج معه، يدعو بدعاء قال فيه: اللهم اقبضني إليك قبل الاجتماع به.

ثم سار من قوص في النيل إلى اخميم إلى منية ابن خصيب، ولها مسجد جامع حسن على شاطيء النيل، فقال أبو مروان: قد كنت سمعت بهذا الجامع وأريد الصلاة به، فصار إليه فإذا فيه جماعة اجتمعوا لقراءة العلم، فصلى به الظهر والعصر والمغرب، ولما هم بالانصراف تعرضه


(١) كذا بدل " وإيفاده ".

<<  <  ج: ص:  >  >>