للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن صاحبه ويقعان بمعنى واحد، ومن أحكم اللغة اللطينية عرف الفرق بين المعنين اللذين قصدنا في الاستفهام، فإن لفظ الاستفهام فيها عن العام غير لفظ الاستفهام عن أبعاض ذلك العام ببيان لا يخيل على سامعه أصلاً.

٣ - باب الكلام في تفسير ألفاظ اندرجت لنا في الباب الذي قبل هذا الذي نبدأ به

ذكرنا في الباب الذي قبل هذا أشياء تختلف بأنواعها وأشخاصها، وأشياء تختلف بأشخاصها فقط دون أنواعها، ومثال ذلك أننا نقول في الذاتية: حيوان، فيدلنا على الإنسان والفرس وغير ذلك. وهذه أشياء تختلف بالأنواع والأشخاص معاً، فإن الإنسان يخالف الفرس بشخصه في أنه غيره، ويخالفه أيضاً بصفات شخصه؛ ونقول: فرس زيد، وفرس عمرو (١) فهذان إنما يختلفان بالشخص فقط، أي أن هذا غير هذا، وإلا فهذا فرس وهذا فرس، وهما متفقان في الصفات التي بها استحق كل واحد منهما أن يسمى فرساً؛ وكذلك الدينار والدينار، والدرهم (٢) والدرهم، وهكذا سائر الأشياء. وكذلك نقول في الغيرية: أبيض وأبيض ونعني الإنسان أبيض (٣) ، والثوب أبيض، والحائط أبيض، وهذه كلها مختلفة بأنواعها (٤) وأشخاص في أن كل واحد منها غير الآخر. وتختلف أيضاً بصفاتها في أن (٥) أحدها لحم ودم والثاني كتان محوك والثالث [٨ و] تراب وماء وجص. ونقول ضحاك وضحاك فإنما يختلفان بالشخص في أن هذا غير هذا. وأما سائر الصفات التي بها استحقا اسم الإنسانية فهما فيهما متفقان، فهذه جملة كافية تفرح أكثر الغم في الجهل بالمراد بهذا اللفظ الذي تقدم قبل؛ وبقي تفسير كثير يأتي بعد هذا، إن شاء الله تعالى.

٤ - باب الكلام في الحد والرسم وجمل الموجودات وتفسير الوضع والحمل

هذا باب ينبغي ضبطه جداً كالمفتاح لما يأتي بعد هذا إن شاء الله عز وجل.


(١) م: خالد.... زيد.
(٢) م: والدينار.
(٣) م: الأبيض (وكذلك فيما يلي) .
(٤) بأنواعها: سقطت من م.
(٥) في أن: فإن م.

<<  <  ج: ص:  >  >>