للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتفتيق للذهن، وكنحو المسائل الطوال التي أدخلها أبو العباس المبرد في صدر كتابه " المقتضب " (١) في النحو فإنها لا ترد على أحد أبداً لا في كتاب ولا في كلام، وكنحو كلام (٢) كثير من وحشي اللغة كالعفنجج والعجالط والقذعمل (٣) ، ولسنا نذم من طلب هذا كله بل نصوب رأيه، لكنا نقول: ينبغي لطالب كل علم أن يبدأ بأصوله التي هي جوامع له ومقدمات، ثم بما لا بد منه من تفسير تلك الجمل، فإذا تمهر في ذلك وأراد الإيغال والإغراق فليفعل، فإنه من تدرب بالوعر زاد ذلك في خفة تناوله السهل، فقد بلغنا عن بعض الأنجاد أنه كان إذا أراد حرباً أدمن لباس درعين قبل ذلك بمدة، فإذا حارب خلع إحداهما لتخف عليه الواحدة، والنفس هكذا، وبالله التوفيق وله الأمر من قبل ومن بعد (٤) .

تم كتاب باري أرمينياس والحمد لله على ذلك كثيراً كما هو أهله

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آل محمد وسلم تسليماً كثيراً مؤبداً (٥)


(١) كتاب المقتضب في النحو منه نسخة في كوبريللي (١٥٠٧) في أربع مجلدات، صححها السيرافي، ومن رواة الكتاب ابن الراوندي الملحد، وقد أهمل الناس هذا الكتاب حتى قيل إن شؤم ابن الراوندي دخله (أفادني هذا كله العلامة هلموت ريتر، وقد ذكر هذا الكتاب في مقالة له بمجلة Oriens المجلد السادس ص ٦٧. قلت: هذا ما ذكرته في تعليقات الطبعة الأولى، وقد ظهر المقتضب بعد ذلك في أربعة مجلدات بتحقيق الأستاذ محمد عبد الخالق عضيمة (القاهرة) عن نسخة صورت عن نسخة كوبريللي، محفوظة بدار الكتب المصرية تحت رقم: ١٥٢٥ نحو. والمسائل المشكلة في أول المقتضب التي يشير إليها ابن حزم فقد أثارت انتباه النحويين ففسرها الرماني، وذلك من مثل: سرني والمشبعة طعامك شتم غلامك زيداً، ومثل: ظننت الذي الضارب أخاه زيداً عمراً ... الخ، وهي افتراضات تمحلية.
(٢) كلام: سقطت من م.
(٣) العفنجج: الضخم الأحمق؛ العجاليط: الخاثر؛ القذعمل: الضخم من الإبل.
(٤) وبالله ... بعد: ولله الأمر ... بعد في م.
(٥) تم كتاب ... مؤبداً: تم: ... والحمد لله رب العالمين في م.

<<  <  ج: ص:  >  >>