للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حركة تعد أو سكون يعد (١) ؛ ومن ذلك أيضاً ان تقول: المدبر المعتق بالموت موصى به فهو من الثلث. وإنما الصواب ان تقول المدبر المعتق (٢) بالموت إما موصى بعتقه أو معتق نصفه (٣) فتوفي القسمة حقها، فتحفظ من مثل هذا أشد التحفظ، فإن دخول الأغاليط كثيراً ما تدخل في (٤) هذا الباب، فأقل ما في هذا الباب (٥) أن تعمى عليك الحقائق إن كنت باحثاً فتعتقد الباطل وتضل غيرك ممن يحسن الظن بك، أو تتحير إن ظهر ما فسد (٦) من الأقسام إليك، أو تجيب جواباً فاسداً إن كنت مسؤولاً، أو تغالط خصمك إن كنت سائلاً، وكل هذه أحوال غير محمودة، بل هي (٧) مذمومة عند أهل الغقل جداً. فإن كنت جاهلاً بالتقسيم فتعلم وابحث، وإن كنت ناسياً ففتش وتدبر، وإن كنت عامداً فتلك أقبح فأعرض عنها.

ومن ذلك أيضاً ان تقول: زيد إما (٨) جالس وإما متكيء، وليس هذا تقسيماً صحيحاً، إذ لعله ماش أو واقف. فاعلم الآن أن التقسيم إذا وقع على قسمين فقط واستوفيا حقيقة الطبع في التقسيم التام الذي لا يشذ عنه شيء فإنك إذا صححت أحد القسمين وأثبته وأخرجته من الشك فإنه ينتج لك أي يصحح لك ضد (٩) القسم الآخر ضرورة لا بد من ذلك، كقولك: العالم إما أزلي وإما محدث، لكن العالم محدث، فصح أنه ليس أزلياً. فإذا صححت نفي أحد القسمين وأثبته أنتج صحة القسم الآخر ضرورة (١٠) كقولك: العالم إما أزلي وإما محدث لكنه ليس أزلياً فصح أنه محدث وهكذا (١١) إذا كانت الأقسام أكثر من اثنين فإنك إذا صححت أحدها فقد صح أنه


(١) س: بعد ... بعد.
(٢) م: المعتق المدبر.
(٣) س: بصفه.
(٤) م: من.
(٥) م: ما في ذلك.
(٦) م: فسد ما ظهر.
(٧) هي: سقطت من م.
(٨) س: إما زيد.
(٩) س: هذا.
(١٠) ضرورة: وقعت في س بعد أن " أنتج ".
(١١) م: لكنه ... محدث: سقط من م؛ وهذا.

<<  <  ج: ص:  >  >>