للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غير الحار باردا وقد يكون معتدلا وقد يكون طبيعة علوية لا يدخل فيها شيء من هذه الصفات. وإذا (١) أردت أن تقسم فينبغي لك [٨٣ظ] التحفظ من مثل هذا بأن لا تدع قسما إلا حققته، إما بحرف النفي فتكفى المؤونة، أو بتفتيش الأقسام كلها قسما قسما والنظر هل فيها فاسد أو زائد (٢) أو نفي محتمل، ومن ما ذكرنا في شروط وضع حرف النفي في مواضعه (٣) ، وتهمم بالأسماء والمسميات والكلية (٤) والجزئية وبالموصوف والصفة والكيفية والكمية (٥) والزمان وسائر الشروط، فإنك إن نظرت نظرا صحيحا لم تخف عنك الحقائق ولا جازت (٦) عليك المخارق، وملاك ذلك عون الله عز وجل إياك وتوفيقه لك. وكمال العلم ليس إلا لخالق العلم والمعلوم، لا إله إلا هو (٧) .

١٨ - باب الكلام في رتب (٨) الجدال وكيفية المناظرة المؤديين إلى معرفة الحقائق

من حكم الجدال أن لا يكون إلا بين اثنين (٩) طالبي حقيقة ومريدي بيان، أما أن يكون أحدهما على يقين من أمره ببرهان قاطع لا بإيهام نفسه ولا بأمر أقنعها به، ويكون الآخر متوهما أنه على حق متمنيا (١٠) لنفسه ما لم يحصل له، وكالعامهِ (١١) في الظلمة خادعا لنفسه مغالطا لعقله، أو مغرورا كالحالم لا يدري أنه نائم حتى ينتبه. فهذا الذي ذكرنا أنه على يقين من أمره ببرهان قاطع يريد أن يوصل إلى مناظره من الحقيقة مثل ما عنده منها، ويحاول أن يحل شك هذا الغالط المخالف له أو المغالط ويفضح سره


(١) م: وإن.
(٢) س: فاسداً أو زائداً.
(٣) س: موضعه.
(٤) م: والكلي.
(٥) م: والكمية والكيفية.
(٦) س: تجاوزت.
(٧) م: وكمال العلم ليس إلا مبثوثاً في العالم لا مجتمعاً لأحد، وذلك تدبير خالق العلوم والمعلومات، لا إله إلا هو.
(٨) س: رتبة.
(٩) س: يكون الاثنين.
(١٠) س: مثبتاً.
(١١) م: وكالغامر.

<<  <  ج: ص:  >  >>