للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٨٥ظ] لكثير المعاني في (١) قليل الألفاظ وسبطها وفصيحها لمن قدر على ذلك، وإلا فلا (٢) لوم عليه إلا في مكان واحد، وهو أن يسأله السائل والمسؤول يدري أن السائل يقول بقول يؤول (٣) به إلى التزام قول الخصم أو إلى التناقض، فجوابه ها هنا بأن يقول له: ما تقول (٤) أنت في كذا وكذا أي فإني أقول بقولك (٥) فإن قال له الذي عورض بهذا: لست أقول ما تظن ولا أقول شيئا ولا أنصر ها هنا (٦) جوابا وإنما أنا طالب برهان ولاعليك من خطائي إن أخطأت أنا، فانصر قولك أو أقر بالخطاء، فواجب حينئذ أن لا يعارضه بسؤال أصلا لكن ببرهان يبين به صحة قوله فقط.

وقد يكون الخصم يسامح خصمه في أن يريه الإقرار بفساد قوله ثم يقول له: فدع قولي وهات قولك وبين (٧) وجه الصواب. وهذا الفعل خطاء إلا من (٨) وجهين: أحدهما أن يكون صادقا في إقراره ببطلان قوله ورجوعه عنه وطلبه معرفة الحق، فهذا فضل عظيم وفاعله محمود جدا. والثاني: أن يكون قد علم أن خصمه يأتي بمثل ذلك فيريد يلزمه مثل ما ألزمه هو ليكف عن (٩) نفسه شغبه وهذا إنصاف. ومثال ذلك أن يقول أحد الخصمين: الجدال مكروه، فيقول الآخر: فإذا هو مكروه فبأي شيء يوصل عندك إلى معرفة الحق مما اختلف فيه من هو عندك رضا من أهل ملتك هات ما (١٠) عندك ودع الجدال الآن جانبا. وهذا يرجع إلى ما قلناه قبل من وجود (١١) أقسام تبطل كلها إلا واحدا، فيصح ذلك الواحد، فإن الخصم حينئذ لابد له من أن يذكر


(١) س: من.
(٢) س: لا.
(٣) يؤول: يعود بهامش س.
(٤) ما تقول: سقطت من م.
(٥) م: أي قولي كقولك.
(٦) س: طامعاً.
(٧) م: فبين.
(٨) م: في.
(٩) س: من.
(١٠) ما: سقطت من س.
(١١) س: وجوه.

<<  <  ج: ص:  >  >>