للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بما قد ألفه من المذاهب (١) إلى أن يقول: لابد أن (٢) ها هنا حجة (٣) تعارض هذا البرهان وإن خفيت عني. واعلم أن هذا مغرور شقي جدا لأنه غلب ظنه على يقينه، وصدق ما لم يصح عنده، وكذب ما صح عنده، وأثبت ما لعله أن لا يكون، وترك حاصلا قد كان؛ وهذا غاية الخذلان، ومثله من ترك برهانا قد صح عنده لتمويه لم يتدبره فحمله التهور على اعتقاده.

وبالجملة فالجهل لا خير فيه، والعلم إذا لم يستعمله صاحبه فهو أسوأ حالا من الجاهل، وعلمه حجة زائدة عليه. وإياك وتقليد الآباء فقد ذم الله عز وجل ذلك، ولو كان محمودا لعذر من وجد آباءه زناة أو سراقا أو على بعض الخلال التي هي أخبث مما ذكرنا في أن يقتدي بهم. وإياك والاغترار بكثرة صواب الواحد فتقبل له قولة واحدة بلا برهان، فقد يخطئ في خلال صوابه في ما (٤) هو أبين وأوضح من كثير مما أصاب فيه. واقنع من خصمك بالعجز عن (٥) أن ينصر قوله، ولا تطالبه بالإقرار بالغلبة، فليس ذلك من فعال (٦) أهل القوة. وهذا باب لا ينتج شيئا (٧) إلا العداوة وأن توصف بلؤم الظفر، ولتكن رغبتك في أن تكون محقا عالما عاقلا (٨) غالبا في الحقيقة، وإن سميت مبطلا جاهلا أحمق مغلوبا، أكثر من رغبتك في أن تسمى محقا عالما عاقلا غالبا وأنت في الحقيقة مبطل جاهل أحمق (٩) مغلوب؛ بل لا ترغب في هذا (١٠) أصلا وعاده (١١) واكرهه جدا ولك فيمن وصفه الجهال بذلك (١٢)


(١) بما قد ... المذاهب: سقط من م.
(٢) ان: سقطت من س.
(٣) س: حجة برهان.
(٤) س: بما.
(٥) س: على.
(٦) م: فعل.
(٧) شيئاً: سقطت من س.
(٨) عاقلاً: سقطت من س.
(٩) أحمق: سقطت من س.
(١٠) م: في غير هذا.
(١١) وعده: سقطت من س.
(١٢) م: بذلك الجهال.

<<  <  ج: ص:  >  >>