للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأشياء وسماع حجة كل محتج والنظر فيها وتفتيشها، والإشراف على الديانات والآراء (١) والنحل والمذاهب والاختيارات واختلاف الناس وقراءة كتبهم، فمن ذم من الجهال ما ذكرنا فليعلم أنه (٢) خالف ربه تعالى، فقد أعلمنا (٣) عز وجل في كتابه المنزل أقوال المختلفين من أهل الجحد القائلين بأن العالم لم يزل، ومن أهل الثنوية (٤) ، ومن أهل التثليث ومن الملحدين (٥) في صفة كل ذلك ليرينا تعالى تناقضهم وفساد أقولهم.

ثم نرجع فنقول: ولابد لطالب الحقائق من الاطلاع على القرآن ومعانيه ورتب (٦) ألفاظه وأحكامه وحديث النبي صلى الله عليه وسلم وسيره الجامعة لجميع الفضائل المحمودة في الدنيا والموصلة إلى خير (٧) الآخرة. ولابد له مع ذلك من مطالعة الأخبار القديمة والحديثة والإشراف على أقسام (٨) البلاد ومعرفة الهيئة والوقوف على اللغة التي تقرأ الكتب المترجمة بها والتبحر في وجوه المستعمل منها، ولابد له مع ذلك من مطالعة النحو ويكفيه منه ما يصل به إلى اختلاف المعاني بما يقف عليه من اختلاف الحركات في الألفاظ ومواضع الإعراب منها فقط، وهذا مجموع في كتاب " الجمل " لأبي القاسم عبد الرحمن ابن إسحاق الزجاجي الدمشقي (٩) . وأما كل ما تقدم فليستكثر منه ما أمكنه، ولذلك حدان: حد هو الغاية وحد هو الذي لا ينبغي أن يقتصر على أقل منه. فالحد الأكبر


(١) والآراء: في م وحدها.
(٢) فليعلم أنه: سقط من س.
(٣) م: علمنا.
(٤) م: التثنية.
(٥) س: والملحدين.
(٦) س: وروية.
(٧) خير: سقطت من س.
(٨) س: قسم.
(٩) توفي عبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي سنة ٣٤٠ بطبرية وكانت طريقته في النحو متوسطة وتصانيفه يقصد بها الإفادة (انظر ترجمته في إنباه الرواة رقم: ٣٧٦ وفي الحاشية ثبت بأسماء المراجع) . أما كتاب " الجمل " فمنه اليوم نسخ كثيرة. وقد كتبت عليه شروح متعددة كذلك. واهتم به الأندلسيون فشرحوه وشرحوا أبياته، من ذلك شرح أبيات الجمل للشنتمري؛ وصنف فيه البطليوسي كتاباً سماه " الحلل في إصلاح الخلل الواقع في كتاب الجمل " ولابن خروف شرح له ولابن حريق شرح لأبياته، وكذلك لابن عصفور ولأحمد بن يوسف الفهري اللبلي شرح لأبياته " وشي الحلل في شرح أبيات الجمل " (انظر بروكلمان - الذيل ١: ١٧٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>