للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا نسر (١) هذا بل نعلنه، ولا يمكن الطالب (٢) إبطال قولنا في ذلك، إلى الله تعالى نشكو، وإياه نستحكم لا سواه، لا إله إلا هو.

وأما الحد الأصغر الذي لا (٣) ينبغي للعاقل أن [٩٠ظ] يقصر دونه فلينظر الوقت الذي ينفرد فيه (٤) للفضول من الحديث الذي لا يجدي (٥) مع جيرانه أو القعود متبطلا بلا شغل لا من عمل أخرى ولا من عمل دنيا، أو حين مشيه في الأرض مرحا، وقد نهاه خالقه تعالى عن ذلك، فليجعل هذه الأوقات (٦) للتعلم والنظر في العلوم التي قدمنا ورياضة طبعه على العدل الذي هو أس كل فضيلة، فإن العدل يقتضي أن لا يميل لقول على قول إلا ببرهان واضح، ويقتضي له أيضا أن لا يشتغل بالأدنى ويترك الأفضل، فإنه إن فعل هكذا أوشك أن يظفر بما فيه الفوز في الدارين. وأما الأوقات التي يشتغل فيها أهل الجهل إما باللذات بالمعاصي، وإما بظلم الناس في أموالهم، والسعي بالفساد في سياستهم، والنيل من أعراضهم، والجور عليهم، فإن اشتغالهم بالأمراض المؤلمة لأنفسهم المؤذية لأبدانهم أعود عليهم من ذلك وأفضل، فكيف الاشتغال بالعلوم المؤدية إلى خير الدنيا وفوز الآخرة وقد قال الواحد الأول: {إنما يخشى الله من عباده العلماء} (فاطر:٢٨) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين " (٧) ولا فقه إلا بمعرفة ما ذكرنا والإشراف عليه. فمن حرم ما ذكرنا (٨) فما أخوفنا عليه أن يكون الله عز وجل لم يرد به خيرا، نعوذ بالله من ذلك لأنفسنا ولأبنائنا ولإخواننا ولكل أهل (٩) الخير والفضل، وما توفيقنا إلا بالله عز وجل.


(١) س: نستر.
(٢) م: الطالب.
(٣) لا: سقطت من س.
(٤) س: به.
(٥) س: يجري.
(٦) م: الأقوات.
(٧) الجامع الصغير ٢: ١٨٣.
(٨) س: ذكرت.
(٩) س: وأهل.

<<  <  ج: ص:  >  >>