للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن أعاجيب الزمان التي ... طمت على السامع والقائل

رغبة مركوب إلى راكب ... وذلة المسؤول للسائل

وطول مأسور إلى آسر ... وصولة المقتول للقاتل

ما إن سمعنا في الورى قبلها ... خضوع مأمول إلى آمل

هل ها هنا وجه تراه سوى ... تواضع المفعول للفاعل ولقد حدثني امرأة أثق بها أنها شاهدت فتى وجارية كان يجد كل واحد منهما بصاحبه فضل وجد، قد اجتمعا في مكان على طرب، وفي يد الفتى سكين يقطع بها بعض الفواكه، فجرها جراً زائداً فقطع إبهامه قطعاً لطيفاً ظهر فيه دم، وكان على الجارية غلالة قصب خزائنية لها قيمة، فصرفت (١) يدها وخرقتها وأخرجت منها فضلة شد بها إبهامه.

وأما هذا الفعل للمحب فقليل في ما يجب عليه، وفرض لازم وشريعة مؤداة، وكيف لا وقد بذل نفسه ووهب روحه، فما يمنع بعدهما.

خبر:

وأنا أدركت بنت زكريا بن يحيى التميمي المعروف بابن برطال (٢) ، وعمها كان قاضي الجماعة بقرطبة محمد بن يحيى (٣)


(١) برشيه: فشرقت.
(٢) زكريا بن يحيى بن زكريا التميمي المعروف بابن برطال، كان فقيهاً نبيلاً في الفتيا وعقد الفرضي ١: ١٧٨ وترتيب المدارك ٤: ٥٦١) واخته بريهة هي أم المنصور بن أبي عامر (الحلة السيراء ١: ٢٧٥) .
(٣) محمد بن يحيى بن زكريا التميمي المعروف بابن برطال (أخو زكريا المتقدم ذكره والخال الثاني للمنصور) له رحلة إلى المشرق وسماع كثير، ولما عاد إلى الاندلس ولا الناصر قضاء كورة رية، وتولى في صدر دولة المؤيد هشام قضاء كورة جيان وأحكام الشرطة فلما توفي ابن زرب (٣٨١) تولى قضاء الجماعة بقرطبة، وبقي حتى سنة ٣٩٢ وقد علت سنه وتفلت ذهنه، فعزل عن القضاء ونقل إلى الوزارة وتوفي ٣٩٤ (وعمره ست وتسعون سنة) (ابن الفرضي ٢: ١٠٧ - ١٠٩ والنباهي: ٨٤ وترتيب المدارك ٤: ٥٦٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>