للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأخوها (١) الوزير القائد الذي كان قتله غالب وقائدين له في الوقعة المشهورة بالثغور، وهما مروان بن أحمد بن شهيد ويوسف بن سعيد العكي (٢) ، وكانت متزوجة بيحيى بن محمد بن الوزير يحيى بن إسحاق (٣) ، فعاجلته المنية وهما في أغض عيشهما وأنضر سرورهما، فبلغ من أسفها عليه أن باتت معه في دثار واحد ليلة مات، وجعلته آخر العهد به وبوصله، ثم لم يفارقها الأسف بعده إلى حين موتها.

وإن للوصل المختلس الذي يخاتل به الرقباء ويتحفظ به من الحضر، مثل الضحك المستور والنحنحة وجولان الأيدي والضغط بالأجناب والقرص باليد والرجل، لموقعاً من النفس شهياً؛ وفي ذلك الوقت أقول: [من المديد] .

إن للوصل الخفي محلاً ... ليس للوصل المكين الجلي

لذة تمزجها بارتقاب ... كمسير في خلال النقي خبر:

ولقد حدثني ثقة من إخواني جليل من أهل البيوتات أنه كان علق في صباه جارية كانت في بعض دور آله، وكان ممنوعاً منها، فهام عقله


(١) في جميع الطبعات: وأخوه، والتصويب من عمل بروفنسال استناداً إلى الوقائع التاريخية (الأندلس: ٣٥٣) .
(٢) كانت هذه الوقعة سنة ٣٧٠هـ بين المنصور وغالب بن عبد الرحمن (انظر البيان المغرب ٢: ٢٧٩) ؛ وقد كان مروان بن احمد بن شهيد من رجالات الدولة أيام الحكم، أرسله سنة ٣٦٣ إلى العسكر المقيم بالعدوة خازناً على أوقار الأموال التي وجبت للجند وغيرهم، وعاد في ذي الحجة من العام نفسه (المقتبس، ط. بيروت، ص: ١٦٨، ١٨٣) ولم أجد ذكراً ليوسف بن سعيد العكي؛ ولكن ابن الفرضي ترجم لمن اسمه سعيد بن مرشد العكي وجعل وفاته سنة ٣٧٣ (ابن الفرضي ١: ٢٠٤) .
(٣) يحيى بن اسحاق الوزير - فيما ذكر ابن حزم نفسه - أديب فاضل غلب عليه الطب فبرع فيه وذكر به، وله في ذلك كتب نافعة يعتمد عليها (الجذوة: ٣٥١ والبغية رقم: ١٤٦) ولم أجد ذكراً لابنه محمد ولا لحفيده يحيى الذي يدور الخبر حوله وحول زوجه بنت ابن برطال.

<<  <  ج: ص:  >  >>