للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكم مأكل أربت عواقب (١) غبه ... ورب طوى بالخصب آت ومعقب

وما ذاق عز النفس من لا يذلها ... ولا التذ طعم الروح من ليس ينصب

ورودك (٢) نغب الماء من بعد ظمأة ... ألذ من العل المكين وأعذب ومنها:

وفي كل مخلوق تراه تفاضل ... فرد طيباً إن لم يتح لك أطيب

ولا ترض ورد الرنق إلا ضرورة ... إذا لم يكن في الأرض حاشاه مشرب

ولا تقربن ملح المياه فإنها ... شجى والصدا بالحر أولى وأوجب ومنها:

فخذ من جداها (٣) ما تيسر واقتنع ... (٤) ولا تك مشغولاً بمن هو يغلب

فما لك شرط عندها لا ولا يد ... ولا هي إن حصلت أم ولا أب ومنها:

ولا تيأسن مما ينال بحيلة ... وإن بعدت فالأمر ينأى ويصعب

ولا تأمن الإظلام فالفجر طالع ... ولا تلتبس بالضوء فالشمس تغرب ومنها:

ألح فإن الماء يكدح في الصفا ... إذا طال ما يأتي عليه ويذهب

وكثر ولا تفشل وقلل كثير ما ... فعلت فماء المزن (٥) جم وينضب

فلو يتغذى المرء بالسم قاته ... وقام له منه غذاء مجرب ٢ - ثم هجر يوجبه التدلل وهو ألذ من كثير الوصال، ولذلك لا يكون إلا عن ثقة كل واحد من المتحابين بصاحبه، واستحكام


(١) يريد برشيه أن يقرأها: غبة؛ وفي الطبعات الأخرى: غيه.
(٢) بتروف: يغلب؛ برشيه؛ بعض؛ وفي سائر الطبعات: نهل.
(٣) الصيرفي ومكي: جراها؛ ولا معنى له.
(٤) برشيه: يصلب.
(٥) يريد برشيه أن يقرأها: فما المرذ (وهي قراءة غريبة جداً) .

<<  <  ج: ص:  >  >>