(٢) هذا هو السند الذي نقلت به " المعلقات التسع " إلى الأندلسيين عن شارحها ابن النحاس؛ أخذها عنه أبو بكر محمد بن علي الأذفوي وعن الأذفوي أخذها أبو سعيد خلف مولى الحاجب جعفر، الفتى المقرئ المعروف بالجعفري؛ وهذا الفتى الجعفري سكن قرطبة، ثم رحل إلى المشرق فسمع بمكة، ولقي الأذفوي بمصر وأخذ عن علماء القيروان، وكان من أهل القرآن والعلم نبيلاً من أهل الفهم، مائلاً إلى الزهد والانقباض، خرج عن قرطبة في الفتنة وقصد طرطوشة وتوفي بها سنة ٤٢٥ وقيل ٤٢٩ (فهرسة ابن خير ٣٦٦ - ٣٦٩، وانظر ترجمته أيضاً في الصلة: ١٦٤) وأما أبو بكر الاذفوي (نسبة إلى أذفو - بالذال المعجمة، أو بالدال المهملة - بصعيد مصر) فقد كان نحوياً مفسراً مقرئاً ثقة، وكان يتجر بالخشب، وله كتاب التفسير في القرآن في مائة وعشرين مجلداً، وكانت وفاته بمصر سنة ٣٨٨ (غاية النهاية ٢: ١٩٨ وعبر الذهبي ٣: ٤١) قلت: وفي تسمية ابن خير لها " المعلقات التسع " تجوز لان ابن النحاس أنكر التعليق جملة وسماها القصائد التسع.