للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بتقدم العصر فقط. ومنها في الفقه الواضحة، والمالكيون لا تمانع بينهم في فضلها واستحسانهم إياها. ومنها المستخرجة من الأسمعة وهي المعروفة ب " العتبية " (١) ولها عند أهل أفريقية القدر العالي والطيران الحثيث. والكتاب الذي جمعه أبو عمر أحمد بن عبد الملك بن هشام (٢) الإشبيلي المعروف بابن المكوي (٣) ، والقرشي أبو مروان المعيطي (٤) ، في جمع أقاويل مالك، كلها على نحو الكتاب الباهر الذي جمع فيه القاضي أبو بكر محمد بن أحمد بن الحداد المصري أقاويل الشافعي كلها. ومنها كتاب المنتخب الذي ألفه القاضي محمد بن يحيى بن عمر بن لبابة (٥) ، وما رأيت لمالكي قط كتاباً أنبل منه في جمع روايات المذهب [وتأليفها] وشرح مستغلقها، وتفريع وجوهها. وتآليف قاسم بن محمد (٦) المعروف بصاحب الوثائق، وكلها حسن في معناه، وكان شافعي المذهب نظاراً، جارياً في ميدان البغداديين.

١١ - ومنها في اللغة الكتاب البارع (٧) الذي ألفه إسماعيل بن القاسم يحتوي على لغة العرب، وكتابه في المقصور والممدود والمهموز لم يؤلف مثله في بابه، وكتاب الأفعال لمحمد بن عمر بن عبد العزيز المعروف بابن القوطية (٨) ، بزيادات ابن طريف (٩) ، مولى العبديين، فلم يوضع في فنه مثله، وكتاب جمعه أبو غالب تمام بن


(١) الواضحة لعبد الملك بن حبيب والعتبية لتلميذه العتبي (الجذوة ٢٦٤، ٣٧) وها هنا يذكر ابن حزم ما تفتخر به الأندلس بقطع النظر عن رأيه هو فيه، لأنه لا يرى عبد الملك أو تلميذه من ثقات أهل الحديث، وفي الكتابين من غرائب الحديث ما لا يقبله مثل ابن حزم.
(٢) الجذوة: هاشم.
(٣) في أصول النفح: الكوي.
(٤) ترجمة ابن المكوي في الجذوة: ١٢٣، والصلة: ٢٨ (توفي سنة ٤٠١) واسم المعيطي: محمد بن عبيد الله القرشي، وقد قال ابن بشكوال انهما جمعا الكتاب للمستنصر، أما الحميدي فذكر أنهما جمعاه بأمر المنصور ابن أبي عامر. واسم الكتاب المجموع " الاستيعاب ".
(٥) الجذوة: ٩١، ونقل هنالك رأي ابن حزم.
(٦) الجذوة: ٣١٠ وتوفي قاسم سنة ٢٧٨ وله كتاب الإيضاح في الرد على المقلدين؛ وأعتقد أن النص هنا موجز، فقد قال الحميدي: وقد ذكر هـ أبو محمد في موضع آخر فمد في نسبه وقال: قاسم بن محمد بن قاسم بن محمد المحدث.... [له] تحقق بمذهب الشافعي وتواليف فيه على مخالفته؛ أو لعل هذا النص مأخوذ عن مصدر آخر ليس هو رسالة ابن حزم هذه؛ ومن الغريب أن الحميدي لم ينقل نص الرسالة، في هذا الموضع، مع أنه نقل ما ورد عن قاسم في الفقرة التالية رقم: ٢١.
(٧) بقيت من هذا الكتاب قطعة أخرجها Fulton بالزنكوغراف، لندن ١٩٣٣ (ط، بيروت: ١٩٧٥) وهذا النص في الجذوة: ١٥٦.
(٨) في أصول النفح: محمد بن عامر العزي والتصويب عن الجذوة: ٧١، وقد وصلنا من كتبه كتاب الأفعال وكتاب افتتاح الأندلس.
(٩) انظر ترجمة ابن طريف في الجذوة: ٣٨١.

<<  <  ج: ص:  >  >>