للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كتاب لأحمد بن نصر [في المساحة المجهولة] فما تقدم إلى مثله في معناه (١) .

١٧ - وإنما ذكرنا التآليف المستحقة للذكر، والتي تدخل تحت الأقسام السبعة التي لا يؤلف عاقل إلا في أحدها (٢) ، وهي إما شيء لم يسبق إليه يخترعه أو شيء ناقص يتمه أو شيء مستغلق يشرحه أو شيء طويل يختصره دون أن يخل بشيء من معانيه، أو شيء متفرق يجمعه أو شيء مختلط يرتبه، أو شيء أخطأ فيه مؤلفه يصلحه. وأما التآليف المقصرة عن مراتب غيرها فلم نلتفت إلى ذكرها، وهي عندنا من تأليف أهل بلدنا أكثر من أن نحيط بعلمها.

١٨ - وأما علم الكلام فإن بلادنا وإن كانت لم تتجاذب فيها الخصوم، ولا اختلفت فيها النحل، فقلَّ لذلك تصرفهم في هذا الباب، فهي على كل حال غير عرية عنه، وقد كان فيهم قوم يذهبون إلى الاعتزال، نظار على أصوله، ولهم فيه تآليف منهم: خليل بن إسحاق (٣) ويحيى بن السمينة (٤) والحاجب موسى بن حدير (٥) وأخوه الوزير صاحب المظالم أحمد، وكان داعية إلى الاعتزال لا يستتر بذلك.

١٩ - ولنا على مذهبنا الذي تخيرناه من مذاهب أصحاب الحديث كتاب في هذا المعنى (٦) ، وهو وإن كان صغير الجرم، قليل عدد الورق، يزيد على المائتين زيادة يسيرة، فعظيم الفائدة، لأنا أسقطنا فيه المشاغب كلها، وأضربنا على التطويل جملة، واقتصرنا على البراهين المنتخبة من المقدمات الصحاح الراجعة إلى شهادة الحس وبديهة العقل لها بالصحة، ولنا فيما تحققنا به تآليف جمة، منها ما قد تم، ومنها ما شارف التمام، ومنها ما قد مضى منه مصدر، ويعين الله تعالى على باقيه، لم نقصد به قَصْدَ


(١) انظر الجذوة: ١٣٩ وأورد ما قاله ابن حزم هنا.
(٢) انظر الجذوة: ١٣٩ وأورد ما قاله ابن حزم هنا.
(٣) خليل بن إسحاق: لعل صوابه خليل بن عبد الملك (ابن الفرضي ١: ١٦٥ والتكملة ١: ٣٠٩) وهو ممن صحب ابن مسرة وكان يقول بالاستطاعة وتتلمذ له ابن السمينة.
(٤) يحيى بن السمينة توفي سنة ٣١٥، ترجمته في طبقات الأمم: ٧٤ وابن الفرضي ٢: ١٨٥.
(٥) موسى بن محمد بن جدير: ترجمته في الجذوة ٣١٦ والبغية رقم: ١٣٢٠ وأخوه أحمد بن محمد بن جدير ولي أيضاً الوزارة والقيادة لعبد الرحمن الناصر.
(٦) لعله يعني كتاب " المجلى " الذي شرحه في " المحلى ".

<<  <  ج: ص:  >  >>