كتاب رسائل ابن حزم

رسالة في فضل الأندلس وذكر رجالها - ج: 2 - ص: 185

١٤ - وأمّا الطب: فكتب الوزير يحيى بن إسحاق وهي كتب رفيعة حسان (١) . وكتب محمد بن الحسن المذحجي أستاذنا رحمه الله تعالى، وهو المعروف بابن الكتاني، وهي كتب رفيعة حسان (٢) . وكتاب التصريف [لمن عجز عن التأليف] لأبي القاسم خلف بن عباس الزهراوي (٣) ، وقد أدركناه وشاهدناه، ولئن قلنا إنه لم يؤلف في الطب أجمع منه ولا أحسن للقول والعمل في الطبائع، لنصدقن. وكتب ابن الهيثم (٤) في الخواص والسموم والعقاقير من أجل الكتب وأنفعها.

١٥ - وأما الفلسفة: فإني رأيت فيها رسائل مجموعة وعيوناً مؤلفة لسعيد بن فتحون السرقسطي المعروف بالحمار، دالة على تمكنه من هذه الصناعة (٥) ، وأما رسائل أستاذنا أبي عبد الله محمد بن الحسن المذحجي في ذلك فمشهورة متداولة وتامة الحسن فائقة الجودة عظيمة المنفعة.

١٦ - وأما العدد والهندسة فلم يقسم لنا في هذا العلم نفاذ، ولا تحققنا به، فلسنا نثق بأنفسنا في تمييز المحسن من المقصر في المؤلفين فيه من أهل بلدنا، إلا أني سمعت من أثق بعقله ودينه من أهل العلم ممن اتفق على رسوخه فيه يقول: إنه لم يؤلف في الأزياج مثل زيج مسلمة (٦) وزيج ابن السمح (٧) ، وهما من أهل بلدنا. وكذلك

---

(١) يحيى بن إسحاق: ترجمته في ابن جلجل: ١٠٠ وابن أبي أصيبعة ٣: ٦٨ والجذوة: ٣٥١ والبغية رقم ١٤٦٠؛ ونص الجذوة: " وله في ذلك كتب نافعة يعتمد عليها ".
(٢) محمد بن الحسن المذحجي: (يكتب ابن الحسين في طبقات صاعد وابن أبي أصيبعة، ويكتب ابن الحسن حيث ورد في مؤلفات ابن حزم من مطبوع ومخطوط) ترجمته في ابن أبي أصيبعة ٣: ٧٣ والجذوة: ٤٥ والبغية رقم: ٨١ وله أيضاً كتاب التشبيهات، انظر المقدمة.
(٣) خلف بن عباس (في النفح: عياش) الزهراوي: ترجمته في ابن أبي أصيبعة ٣: ٨٥ والجذوة: ١٩٥ (ونقل كلام ابن حزم) والبغية رقم: ٧١٥ ومن كتابه التصريف نسخ مخطوطة في برلين وباريس وولي الدين وغيرها (راجع ملحق بروكلمان ١: ٤٢٥) .
(٤) اسمه عبد الرحمن بن إسحاق وترجمته في ابن أبي أصيبعة: ٧٤؛ وانظر الجذوة: ٣٨٣ حيث نقل قول ابن حزم.
(٥) سعيد بن فتحون السرقسطي: ترجمته في الجذوة: ٢١٦ والبغية رقم: ٨١٣ وطبقات الأمم: ٧٨ والذيل والتكملة ٤: ٤٠ وله تأليف في الموسيقى ورسالة في المدخل إلى علوم الفلسفة سماها " شجرة الحكمة " ورسالة في تعديل العلوم. نالته محنة أيام المنثور بن ابي عامر فهاجر إلى صقلية وبها توفي.
(٦) مسلمة: هو أبو القاسم مسلمة بن أحمد من أهل قرطبة توفي ٣٩٨ وله تعديل زيج البتاني ولعله الذي يشير إليه ابن حزم (ابن أبي أصيبعة ٣: ٦٢ وطبقات الأمم: ٧٨ وابن القفطي: ٣٢٦ وانظر مؤلفاته التي وصلتنا في بروكلمان الملحق ١: ٤٣١) .
(٧) ابن السمح: أبو القاسم أصبغ بن محمد بن السمح المهندس الغرناطي كان في زمن الحكم ومن كتبه زيجه الذي ألفه على أحد مذاهب الهند توفي سنة ٤٢٦ (ابن أبي أصيبعة ٣: ٦٢ وطبقات الأمم ٧٩ وانظر مؤلفاته التي وصلتنا في تاريخ بروكلمان ١: ٤٧٢ والملحق ١: ٨٦١) .