للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتطاول إلى لقب " الناغيد " (١) ونقل عنه أنه يقول إنه ينظم القرآن شعراً وموشحات وهكذا.

(هـ) ثورة الأتقياء على هذا الوضع أي على وضع الثقة في شخص غير مسلم، ومن ذلك نجمت قصيدة الشيخ أبي إسحاق الألبيري التي يحرض فيها صنهاجة على التخلص من اليهود والوزير اليهودي ويقول فيها (٢) :

وإني احتللت بغرناطة ... فكنت أراهم بها عابثين

وقد قسموها وأعمالها ... فمنهم بكل مكان لعين

وهم يقبضون جباياتها ... وهم يخصمون وهم يقسمون

وهم يلبسون رفيع الكسا ... وأنتم لأوضاعها لابسون

وهم أمناكم على سركم ... وكيف يكون أمينا خؤون وكان لهذه القصيدة أثر في تحريك النفوس وازدياد الغليان. فلما نادى المنادي " يا معشر من سمع بالمظفر قد غدره اليهودي، وهذا ابن صمادح داخل في البلدة " (٣) وتسامع الناس بذلك، هبوا جميعاً. وهرب يوسف إلى داخل القصر واتبعته العامة حتى ظفروا به وقتلوه، وقيل إنهم وجدوه مختبئاً في مخزن للفحم وقد سود وجهه لئلا يعرف، ثم قصدوا اليهود فأحالوا عليهم قتلاً ونهبوا أموالهم، ويقال إنهم قضوا على أربعة آلاف ونيف في تلك المذبحة (٤) .

٤ - ابن حزم والثقافة اليهودية:

لم يكن ابن الحزم يعرف اللغة العبرية، وشاهد ذلك أنه يقول في الفصل: " ولقد أخبرني بعض أهل البصر بالعبرانية " (٥) ولكنه فيما يبدو وجد نفسه وجهاً لوجه أمام بعض المجادلين من اليهود في شؤون العقائد، فكان يناظرهم دون أن يطلع على التوراة (٦) . وكثرت المناظرات وتعددت حتى قال ابن حيان: ولهذا الشيخ أبي محمد مع يهود -


(١) الذخيرة ١/ ٢: ٧٦٧.
(٢) القصيدة في ديوان أبي إسحاق الألبيري (مدريد) : ١٥١ - ١٥٣ و (بيروت) : ٩٦ - ١٠٠.
(٣) يذهب ابن بسام إلى أن ابن النغريلة واطأ ابن صمادح ليتخلص من المظفر باديس، وملكه أكثر حصون غرناطة وأنه كان ينوي أن يتخلص من ابن صمادح بعد ذلك (الذخيرة ١/ ٢: ٧٦٨ - ٧٦٩) .
(٤) الذخيرة ١/ ٢: ٧٩٦.
(٥) الفصل ١: ١٤٢.
(٦) الفصل ١: ٢١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>