للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤٥ - ومن عجائبهم أنهم يلتزمون أكل الفطير في مرور الوقت المذكور في كل عام ولا يلتزمون أكل الخروف، على ما ذكرنا، وهم يقرون في كتابهم انهم مأمورون بذلك كله. فغن قالوا: إنما أمرنا بذلك ما دمنا (١٥٨ ب] في أرض القدس. قيل لهم: اتركوا أيضاً استعمال أكل الفطير حتى تكونوا في أرض القدس فلا فرق في كتابكم بين الأمر بالفطير والخروف.

٤٦ - ومن عجائبهم في الكتاب المسمى عندهم " التوراة " ان موسى عليه السلام مجد الله تعالى يوم أغرق فرعون فقال في تمجيده (١) : ذلك قولي ومديحي للسيد الذي صار لي مسلماً، هذا إلاهي أمجده وإله آبائي أعظمه، السيد قاتل كالرجل القادر. أفيسوغ لذي عقل أن ينسب إلى نبي الله تعالى انه شبه قوة ربه عز وجل بقوة الرجل القادر وهل في الافتراء اعظم من هذا لو عقلوا

٤٧ - ومن عجائبهم قولهم في السفر الثاني من كتابهم (٢) : ثم صعد موسى وهرون وناداب وأبيهو وسبعون (٣) رجلاً من المشايخ، ونظروا إلى إله إسرائيل وتحت رجله كلبة زمرد فيروزي. وفي بعض الفصول ان موسى عليه السلام قال، أو يعقوب (٤) : رأيت الله مواجهة وسلمت نفسي. مع قولهم عن الله تعالى قال لموسى عليه السلام: من رأى وجهي من الآدميين مات، ولست تقدر تراني، لكن سترى مؤخري. فهل في التناقض اعظم من هذا: مرة يقول من رأى وجهي مات، ومرة يقول رأيته مواجهة وسلمت نفسي. وكل ما ذكرناه ففي كتابهم الذي يسمونه " توراة " لا في نقل ضعيف ولا غيره.

٤٨ - ومن عجائبهم قولهم في السفر الثاني إن هرون [أخا] موسى بإقرارهم قال


(١) " الرب قوتي ونشيدي وقد صار خلاصي، وهذا إلهي فامجده إله أبي فأرفعه، الرب رجل الحرب، الرب اسمه (خروج ١٥: ٢ - ٣) وانظر أيضاً كتاب الفصل ١: ١٦٠ حيث ورد: السيد أمجده كالرجل القادر.
(٢) ثم صعد موسى وهرون وناداب وأبيهو وسبعون من شيوخ بني إسرائيل ورأوا إله إسرائيل وتحت رجليه سبه صنعة من العقيق الأزرق الشفاف (خروج ٢٤: ٩) وانظر الفصل ١: ١٦٠.
(٣) ص: وسيقوى.
(٤) رأيت الله مواجهة الخ. انظر الفصل ١: ١٤١.

<<  <  ج: ص:  >  >>