للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من غيرها. ومثل هذا كثير، ولولا ان حقوقهم على المسلمين واجبة - وإنما يجب أن نذكر من أخبارهم ما فيه الحزم وإحياء الدين، وغنما هو شيء كانوا ينفردون به في قصورهم مع عيالهم فلا ينبغي الإخبار به عنهم - لأوردت من أخبارهم في هذا الشأن غير قليل.

وأما كبار رجالهم ودعائهم دولتهم فأكثر من أن يحصوا، واحدث ذلك ما شاهدناه بالأمس من كلف المظفر عبد الملك بن أبي عامر (١) بواجد، بنت رجل من الجنانين (٢) حتى حمله حبها أن يتزوجها، وهي التي خلف عليها بعد فناء العامريين الوزير عبد الله بن مسلمة (٣) ، ثم تزوجها بعد قتله رجل من رؤساء البربر.

ومما يشبه هذا أن أبا العيش بن ميمون القرشي الحسني (٤) أخبرني أن نزار بن معد صاحب مصر لم ير ابنه منصور بن نزار (٥) الذي ولي الملك بعد وادعى الإلهية إلا بعد مدة من مولده، مساعدة


(١) الحاجب عبد الملك المظفر بن المنصور (٣٩٢ - ٣٩٨/١٠٠٢ - ١٠٠٨) خلف أباه المنصور في الحجابة، وكانت السلطة الفعلية بيده، وفي أيامه أخلد الأندلسيون إلى الراحة وتنافسوا في زخرف الدنيا (انظر الذخيرة ٤/١: ٧٨ وما بعدها) .
(٢) بواجد الجناين؛ هذا هي قراءة بروفنسال، (انظر مجلة الأندلس ١٥ (١٩٥٠) : ٣٥٠ وسأشير إليها من بعد باسم: الاندلس) ، وقد قرئت قبله " بواحد الجبائين "، وإذا صحت القراءة فيبدو أن اسم " واجد " كان شائعاً، إذ كانت لابن الشرح زوجة بهذا الاسم (البيان المغرب ٣: ٨٠) .
(٣) عبد الله بن مسلمة: لعله الذي كان صاحب مدينة الزاهرة عندما ثار محمد بن هشام ابن عبد الجبار لينتزع الخلافة من هشام المؤيد (ابن عذاري ٣: ٥٨) وقد اتصل به صاعد البغدادي أول دخوله الأندلس، ثم نكب عبد الله فكان صاعد يستعطف له أبا جعفر بن الدب ليشفع به لدى سليمان المستعين (الذخيرة ٤/١: ١٠ - ١١) .
(٤) أغلب ظني أنه حسني لا حسيني، وان كنت لم أجده بين أسماء الطارئين على الآندلس.
(٥) نزار بن معد هو أبو منصور العزيز بالله بن المعز لدين الله، ولد سنة ٣٤٥ وبويع بالخلافة سنة ٣٦٥ وبقي حتى ٣٨٦، أما منصور فهو المعروف بالحاكم بأمر الله (٣٦٨ - ٤١١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>