للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لواء يرفع، وقد كانت بلادهم من قبل مانعة, وهي الآن لا تذب عنها ولا تمنع، وهذه المعركة قَلَّت بها الرقاب المأسورة، وكثرت النفوس المقتولة، وقربت بها القرابين التي تأكلها النار, لا لأنها مقبولة".

ومعنى الآية في هذا الفصل مأخوذ من سورة "آل عمران"، إلا أنها تخالفه، وذاك أن القربان كان يقبل فتنزل النار تأكله, وأجساد هؤلاء الكفار قربان تأكله النار, لكنها لا تأكله لأنه مقبول، وباقي الفصل يتضمَّن معنى حسنًا رقيقًا.

ومن ذلك ما ذكرته في فصل من كتاب يتضمَّن الشكوى من خلق بعض الإخوان، وهو:

"ولقد صبرت على أخلاقه العائثة، وعاملته بالخليقة الرائثة، وعالجته بضروب المعالجات فلم تنفع فيه رَقْىُ الراقية, ولا نفث النافثة، ولما أعيا علي إصلاحه أخذت بمقالة الخضر لموسى في المرة الثالثة".

وهذا مأخوذ من قصة موسى -عليه السلام- وقصة الخضر في سورة "الكهف"١.

ومن ذلك ما ذكرته في فصل من كتاب، وهو:

"تجمَّعوا في نار الندم يعرضون عليها غدوًّا وعشيًّا، وصار الأمر الذي كانوا يرجونه مخشيًّا، وأضحوا كأهل النار الذين صاروا أعداء وكانوا شيعًا، وقال ضعفاؤهم للذين استكبروا: إنا كنا لكم تبعًا".

وهذا مأخوذ من سورة "حم المؤمن٢"، ومن سورة "سبأ٣".


١ لعله يشير إلى قوله تعالى: { ... فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا} الآية ٧٦ من سورة الكهف، وكان ذلك بعد المرة الثانية؛ بعد سؤاله عن خرق السفينة، وعن قتل الغلام.
٢ سورة غافر: الآية ٤٦ {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} .
٣ انظر سورة سبأ: الآيات ٣١-٣٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>