للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما الآية الثانية فقوله تعالى: {وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى} ١.

وأما الثالثة فقوله تعالى: {وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ} ٢.

وأما الآية الرابعة فقوله تعالى: {فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا} ٣. وكذلك إلى آخر القصة، وهذا من أحسن ما يأتي في هذا الباب.

ومن ذلك ما ذكرته في جملة كتاب يتضمَّن عناية ببعض الفقراء، فقلت بعد الابتداء بصدر الكتاب:

"وقد عُلِمَ منه أنه يَعُدُّ لطالب فضله فضلًا، ويرى التبرع بمعروفه فرضًا, إذا رآه غيره مع المساءلة نفلًا، وما ذاك إلا لمزية خلق توجد بطيب التربة، وشرف الرتبة، وأوتي من كنوز الكرم ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة، ولهذا خرج على قومه من الأخلاق في زينته، وفضل الخلق بطينة غير طينته, ومن فضله أنه يسأل عن السائلين، ويحتال في استنباط أمل الآملين".

ثم مضيت على هذا النهج حتى أنهيت الكتاب.

والغرض أن تعلم أيها المتعلم كيف تضع يدك على أخذ ما تأخذه من بعض الآية، ثم تضيف إليه كلامًا من عندك، وتجعله مسجوعًا كما قد فعلت أنا في هذا الموضع, ألا ترى أني أخذت بعض هذه الآية في قصة من سورة "القصص"، وهي قوله تعالى: {إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ} ٤. فهذه الآية أخذت بعضها وأضفت إليه كلامًا من عندي حتى جاء كما تراه مسجوعًا.

وكذلك فعلت بالآية الأخرى من هذه السورة أيضًا، وهي قوله: {فَخَرَجَ عَلَى


١ سورة طه: الآية ١٣٢.
٢ سورة ص: الآية ٢١.
٣ سورة الكهف: الآية ٧١.
٤ سورة القصص: الآية ٧٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>