للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مدد الأيام طال مدة، ولا مُلْكَ في الدنيا لمن لم يجعل ملكَه حديثًا حسنًا، ويشتري المحامد فيجعله لها ثمنًا، ومن عَرَفَ قدر الثناء جدَّ في تحصيله، ولو أنفق الكثير في قليله، فكم مِنْ دولة أُعْدِمَتْ منه فدرست آثار معالمها، ولو كانت منه مثرية لما ذهبت مع بقاء مكارمها".

وإذ ذكرنا هذا فلنختمه بما يكون قلادةً لصاحب هذا التَّقليد، وهو أن نجرِّد العناية بوجاهته, حتى يلبس تقدمًا بذلك التجريد، وفحوى ذلك أن يعلم الناس ما له في الدولة من منزلة الكرامة، ويعرفوا أنه فيها ابن جلا١، غير محتاجٍ إلى وضع العمامة، ونحن نأمر نوَّابنا وولاتنا وأصحابنا أن يوفوه حقَّ أبوته الشريفة، وفضيلته التي ردفتها فأضحت وهي لها رَدِيفة، وأن يعطوه ما شاء من إعلاء شأنه, ويمضوا فعل يده وقول لسانه, إن شاء الله تعالى.

وقد وجدت للصابي أيضًا تقليدًا أنشأه لفخر الدَّولة أبي الحسن بن ركن الدولة أبي علي بن بُويَه، عن الخليفة الطائع -رحمه الله، وهو مثبت ههنا على صورته، وكان عرض علي تقليد كتب للملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب، من الخليفة المستضيء بالله -رحمه الله- في سنة إحدى وسبعين وخمسمائة، فوجدت فيه كلامًا نازلًا بالمرة، وسألني بعض الإخوان بمدينة دمشق أن أعارضه، فعارضته بتقليد في معناه, وهو مثبت أيضًا، وكلا التقليدين باسم ملك كبير، وفيهما يظهر ما يظهر من فصاحة وبلاغة.

تقليد آخر للصابي:

فأما التقليد الذي أنشأه الصابي فهو:

هذا ما عهد عبد الله عبد الكريم الطائع لله أمير المؤمنين إلى فخر الدولة أبي الحسن بن ركن الدولة أبي علي مولى أمير المؤمنين, حين عرف غناه وبلاه، واستصح


١ ابن جلا: الواضح الأمر، وفي خطبة الحجاج المشهورة في أهل العراق:
أنا ابن جلا وطلاع النقايا ... متى أضع العمامة تعرفوني

<<  <  ج: ص:  >  >>