للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المرتبة الخامسة: أن يكون التصريع في البيت بلفظة واحدة وسطًا وقافية، ويسمَّى "التصريع المكرر"، وهو ينقسم قسمين، أحدهما أقرّ حالًا من الآخر:

فالأول: أن يكون بلفظة حقيقية لا مجاز فيها، وهو أنزل الدرجتين كقول عبيد بن الأبرص١:

فكل ذي غيبةٍ يثوب ... وغائب الموت لا يئوب

القسم الآخر: أن يكون التصريع بلفظة مجازية يختلف المعنى فيها، كقول أبي تمام:

فتىً كان شربًا للعفاة ومُرْتَعى ... فأصبح للهندية البيض مرتعا٢

المرتبة السادسة: أن يُذْكَر المصراع الأول ويكون معلقًا على صفة يأتي ذكرها في أول المصراع الثاني, ويسمَّى "التصريع المعلَّق" فممَّا ورد منه قول امرئ القيس:

ألا أيها الليل الطويل ألا انجل ... بصبحٍ وما الإصباح منك بأمثل

فإن المصراع الأول معلَّق على قوله: "بصبح"، وهذا معيب جدًّا، وعليه ورد قول المتنبي:

قد علم البين منا البين أجفانا ... تدمى وألَّف في ذا القلب أحزانًا٣

فإن المصراع الأول معلَّق على قوله: "تدمى".

المرتبة السابعة: أن يكون التصريع في البيت مخالفًا لقافيته، ويسمَّى "التصريع المشطور", وهو أنزل درجات التصريع وأقبحها, فمن ذلك قول أبي نواس:


١ أحد شعراء الجاهلية، وهو معدود عند بعض الرواة من أصحاب المعلقات, ومطلع معلقته:
أقفر من أهله ملحوب ... فالقطبيات فالذنوب
٢ ديوان أبي تمام ٣٧٤ من قصيدة يرثي بها أبا نصر محمد بن حميد الطائي، ومطلعها:
أصم بك الناعي وإن كان أسمعا ... وأصبح مغني الجود بعدك بلقعا
والعفاة: السائلون, والمرتعى: موضع الرعي، والهندية: السيوف، والمرتع: المسرح.
٣ ديوان المتنبي ٤/ ٢٢٠ وهو مطلع قصيدة في مدح أبي سهل سعيد بن عبد الله، ومعناه أن الفراق قد علم أجفاننا الفراق، فما تلتقي سهرًا، وجعل الفراق يؤلف الحزن.

<<  <  ج: ص:  >  >>