للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التجنيس الحقيقي:

فأمَّا القسم الأول: فهو أن تتساوى حروف ألفاظه في تركيبها ووزنها، كقوله تعالى: {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ} ١ وليس في القرآن الكريم سوى هذه الآية فاعرفها.

ويروى في الأخبار النبوية أن الصحابة نازعوا جرير بن عبد الله البجليّ زمامه، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "خلوا بين جرير والجرير" أي: دعوا زمامه.

ومما جاء منه في الشعر قول أبي تمام:

فأصبحت غُرَرُ الأيام مشرقةً ... بالنصر تضحك عن أيامك الغرر

"فالغُرَرُ" الأولى استعارة من غُرَرِ الوجه، "والغرر" الثانية مأخوذة من غرة الشيء: أكرمه، فاللفظ إذًا واحد والمعنى مختلف, وكذلك قوله:

من القوم الجعد أبيض الوجه والندى ... وليس بنانٌ يُجْتَدَى منه بالجعد٢

فالجعد: السيد، والبنان الجعد: ضد السبط٣، فأحدهما يوصف به السخي، والآخر يوصف به البخيل. وكذلك قوله:

بكل فتىً ضرب يعرِّضُ للقنا ... محييًّا محلّى حليه الطعن والضَّرب٤

فالضَّرب: الرجل الخفيف، والضرب بالسيف: في الحرب، وكذلك قوله:

عداك حَرّ الثُّغُور المستضامة عن ... برد الثُّغور وعن سلسالها الخصب٥


١ سورة الروم: الآية ٥٥.
٢ ديوان أبي تمام ١٣١ من قصيدة يمدح بها حفص بن عمر الأزدي، ومطلعها:
عفت أربع الحلالت للأربع الملد ... لكل هضيم الكشح مجدولة القد
٣ في الأصل "البسيط" والسبط المرسل.
٤ ديوان أبي تمام ٣٣ وهو من قصيدة يمدح بها خالد بن يزيد بن مزيد الشيباني، ومطلعها:
لقد أخذت من دار ماوية الحقب ... انحل المغاني للبلى هي أم نهب
والحقب الدهور، والنحل العطاء بلا عوض، والمغاني المنازل.
٥ ديوان أبي تمام ١٠ من قصيدته التي يمدح بها المعتصم ويذكر فتح عمورية، والتي مطلعها:
السيف أصدق أنباء من الكتب ... في حده الحيد بين الجد واللعب

<<  <  ج: ص:  >  >>