للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فالثغور: جمع ثغر، وهو واحد الأسنان، وهو أيضًا البلد الذي على تخوم العدو, ثم قال في هذه القصيدة:

كم أحرزت قضب الهندي مصلتةً ... تهتز من قُضُبٍ تهتز في كثب

بيضٌ إذا انتضيت من حجبها رجعت ... أحق بالبيض أبدانًا من الحجب

فالقضب: السيوف، والقضب: القدود على حكم الاستعارة، وكذلك البيض: السيوف، والبيض: النساء، وهذا من النادر الذي لا يتعلّق به أحد, وكذلك قوله:

إذا الخيل جابت قسطل الحرب صدعوا ... صدور العوالي في صدور الكتائب١

فلفظ "الصدور" في هذا البيت واحد، والمعنى مختلف, وكذلك قوله:

عاميّ وعام العيس بين وديقةٍ ... مسجورةٍ وتنوفةٍ صيهود

حتى أغادر كل يومٍ بالفلا ... للطير عيدًا من بنات العيد٢

فالعيد: فحل من فحول الإبل، والعيد: اليوم المعروف من الأيام.

وقد أكثر أبو تمام من التجنيس في شعره، فمنه ما أغرب فيه فأحسن، كالذي ذكرته، ومنه ما أتى به كريهًا مستثقلًا كقوله:

ويوم أرشق والهيجاء قد رشقت ... من المنية رشقًا وابلًا قصفا٣


١ ديوان أبي تمام ٤٢ من قصيدة يمدح بها أبا دلف القاسم بن عيسى العجليّ مطلعها:
على مثلها من أربع وملاعب ... أذيلت مصونات الدموع السواكب
ومعنى جابت: قطعت، والقسطل: الغبار، وصدعوا: شققوا، والعوالي: الرماح، والكتائب: الجيوش.
٢ ديوان أبي تمام ٨٢ من قصيدة مطلعها:
أرأيت أي سوالف وخدود ... عنت لنا بين اللوى وبرود
والعيس: النوق، والوديقة: شدة الحر، والسجورة: الموقودة، والتنوقة: الفلاة البعيدة الأطراف، والصيهود: الفلاة لا ينال ماؤها، وبنات العيد: النوق.
٣ ديوان أبي تمام ٢٠٢ من قصيدة في مدح أبي دلف، ومطلعها:
أما الرسوم فقد أذكرن ما سلفا ... فلا تكفن عن شانيك أو يكفا
وأرشق: اسم جبل، والوابل: المطر الكثير.

<<  <  ج: ص:  >  >>