للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكقوله:

يا مضغنًا خالدًا لك الثُّكل إن ... خلَّدَ حقدًا عليك في خلده١

وكقوله:

وأهل موقان إذ ماقوا فلا وزرٌ ... أنجاهم منك في الهيجا ولا سند٢

وكقوله:

مهلًا بني مالكٍ لا تجلبُنَّ إلى ... حيٍ الأراقم دؤلول ابنة الرَّقْم٣

ثم قال فيها:

من الردينية اللائي إذا عسلت ... تشم بوَّ الصغار الأنف ذا الشمم٤

وكقوله:

قرت بقرَّان عين الدِّين واشتترت ... بالأشترين عيون الشرك فاصطلما٥

وله من هذا الغثِّ البارد المتكلَّف شيء كثير لا حاجة إلى استقصائه، بل قد أوردنا منه قليلًا يستدل به على أمثاله.


١ ديوان أبي تمام ٩٤ من قصيدة مطلعها:
ما لكثيب الحمى إلى عقده ... ما بال جرعائه إلى عقده
والمضغن: الحاقد، والنكل: الفقد، والخلد: القلب والنفس.
٢ ديوان أبي تمام ٩٩ من قصيدة مطلعها:
يا بعد غاية دمع العين إن بعدوا ... هي الصبابة طول الدهر والسهد
ماقوا: حمقوا، والوزر: الملجأ، والهيجاء: الحرب.
٣ ديوان أبي تمام ٢٦٩ من قصيدة يمدح بها مالك بن طوق، ومطلعها:
سلم على الربع من سلمى بذي سلم ... عليه وسمِّ من الأيام والقدم
وحي الأراقم: بنو تغلب، والدؤلول والرقم: من أسماء الداهية.
٤ الردينية: الرماح، وعسلت: اشتد اهتزازها، والبوّ: ولد الناقة، أو جلد يحشى تبنًا فيقرب من أمه إذا فقدته فتشمه فتدر، والشمم: ارتفاع الأنف.
٥ ديوان أبي تمام ٣٠٢ من قصيدة في مدح إسحاق بن إبراهيم المصبعي مطلعها:
أصغى إلى البين مغترًّا فلا جرمًا ... إن النوى أسأرت في عقله لمما
وقران: محل، واشترت: انشقَّت، واصطلم: قطع من أصله.

<<  <  ج: ص:  >  >>