للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن الحسن في هذا الباب قول أبي نواس:

عباس عباس إذا احتدم الوغى ... والفضل فضلٌ والربيع ربيع١

وكذلك قوله:

فقل لأبي العباس إن كنت مذنبًا ... فأنت أحق الناس بالأخذ بالفضل

فلا تجحدوني وُدَّ عشرين حجةً ... ولا تفسدوا ما كان منكم من الفضل٢

وعلى هذا النهج ورد قول البحتري:

إذا العين راحت وهي عين على الجوى ... فليس بسرٍّ ما تسر الأضالع٣

فالعين: الجاسوس، والعين: معروفة. وكذلك ورد قول بعضهم:

وترى سوابق دمعها فتواكفت ... ساقٌ تجاوبُ فوق ساقٍ ساقا

فالساق: ساق الشجرة، والساق: القمريّ من الطيور.

وعلى هذا الأسلوب جاء قول بعض المتأخرين، وهو الشاعر المعروف بالمعري, في قصيدة قصد بها التجنيس في كثير من أبياتها، فمن ذلك ما أورده في مطلعها:

لو زارنا طيف ذات الخال أحيانا ... ونحن في حفر الأجداث أحيانا

ثم قال في أبياتها:

تقول أنت امرؤٌ جافٍ مغالطةً ... فقلت لا هوَّمت أجفان أجفانا

وكذا قال في آخرها:

لم يبق غيرك إنسانًا يلاذ به ... فلا برحت لعينٍ الدهر إنسانًا


١ ديوان أبي نواس ٩٦.
٢ ديوان أبي نواس ١١٠ وقبل البيتين:
أأسلمتني يا جعفر بن أبي الفضل ... فمن لي إذا أسلمتني يا أبا الفضل
وأيّ فتًى في الناس أرجو مقامه ... إذا أنت لم تفعل وأنت أخو الفضل
وأبو الفضل: الربيع بن يونس وزير المنصور، والفضل في قافية البيت الأول: الكرم، والفضل في الثاني: ابن الربيع، وفي الثالث: السماحة، وفي الرابع: ضد النقص.
٣ ديوان البحتري ١/ ٤٥ من قصيدة في مدح الفتح بن خاقان مطلعها:
ألمَّت وهل إلمامها لك نافع ... وزارت خيالًا والعيون هواجع
وفي الأصل "الهوى" موضع "الجوى".

<<  <  ج: ص:  >  >>