للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكذلك قوله تعالى: {ذَلِكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ} ١.

وعلى نحو من هذا ورد قول النبي -صلى الله عليه وسلم: "الخيل معقودٌ بنواصيها الخير", وقال بعضهم: "لا تنال المكارم إلا بالمكاره".

وقال أبو تمام:

يمدون من أيدٍ عواصٍ عواصمٍ ... تصول بأسيافٍ قواضٍ قواضب٢

وقال البحتريّ:

من كل ساجي الطَّرف أغْيَد أجيدٍ ... ومهفهف الكشحين أحوى أحور٣

وكذلك قوله:

شواجر أرماحٍ تقطَّع بينهم ... شواجن أرحامٍ ملومٍ قطوعها٤

القسم الثالث: من المشبَّه بالتجنيس: وهو أن تكون الألفاظ مختلفة في الوزن والتركيب بحرف واحد، كقوله تعالى: {وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ، إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ} ٥.

وقوله تعالى: {وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا} ٦.


١ سورة غافر: الآية ٤٥.
٢ ديوان أبي تمام ٤٢ من قصيدة يمدح بها أبا دلف القاسم بن عيسى العجلي، ومطلعها:
عن مثلها من أربع وملاعب ... أديلت مصونات الدموع السواكب
وفي الأصل "قواضم" موضع "قواضب" وهو تحريف.
٣ ديوان البحتري ١/ ١٩ وهو ثاني أبيات قصيدة في مدح المتوكل مطلعها:
إن الظباء وغداة سفح محجر ... هيجن حرجوي وفرط تذكر
٤ ديوان البحتري ١/ ٣ من قصيدة في مدح المتوكل ومطلعها:
متى النفس في أسماء لو تستطيعها ... بها وجدها من غادة وولوعها
ويقال: شجره بالرمح, أي: طعنه، وشواجر الأرحام: روابطها، وهي رواية الديوان، وفي الأصل "شواجن"، وعلى رواية الديوان لا يكون في البيت محلّ شاهد على هذا القسم.
٥ سورة القيامة: الآيتان ٢٩، ٣٠.
٦ سورة الكهف: الآية ١٠٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>