للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومما جاء من ذلك قول علي بن جبلة١:

وكم لك من يومٍ رفعت بناءه ... بذات جفونٍ أو بذات جفان

وكذلك قول محمد بن وهيب الحميري:

قسمت صروف الدهر بأسًا ونائلًا ... فمالك موتورٌ وسيفك واتر

وهذا من المليح النادر.

ومن هذا القسم قول البحتري:

جديرٌ بأن تنشقَّ عن ضوء وجهه ... ضبابة نقعٍ تحتها الموت ناقع٢

وكذلك قوله:

نسيم الروض في ريحٍ شمالٍ ... وصوب المزن في راحٍ شمول٣

وذمَّ أعرابي رجلًا فقال: "كان إذا سأل ألحف، وإذا سئل سوَّف، يحسد على الفضل، ويزهد في الإفضال".

القسم الرابع: من المشبَّه بالتجنيس، ويسمَّى "المعكوس".

وذلك ضربان: أحدهما عكس الألفاظ، والآخر عكس الحروف.

فالأول: كقول بعضهم: "عادات السادات سادات العادات"، وكقول الآخر: "شيم الأحرار أحرار الشيم".

ومن هذا النوع مما ورد شعرًا قول الأضبط بن قريع٤ من شعراء الجاهلية:


١ علي بن جبلة هو المشهور بالعكوك، ولد سنة ١٦٠هـ, وتوفي سنة ٢١٣هـ، وكان ضريرًا مسرفًا في المدح مغاليًا في معانيه.
٢ ديوان البحتري ١/ ٤٦ من قصيدة مطلعها:
ألمت وهل إلمامها لك نافع ... وزارت خيالًا والعيون هواجع
٣ ديوان البحتري ١/ ٣٠ من قصيدة مطلعها:
أكنت معنفي يوم الرحيل ... وقد لجَّت دموعي في الهمول
٤ هو من بني عوف بن كعب بن سعد، رهط الزبرقان بن بدر، وكان قومه أساءوا مجاورته، فانتقل عنهم إلى آخرين، فأساءوا مجاورته، فانتقل إلى آخرين، فأساءوا مجاورته، فرجع إلى قومه، وقال: بكل وادٍ بنو سعد، قال ابن قتيبة: وهو قديم، وكان أغار على بني الحارث بن كعب، فقتل منهم وأسر وجدع، ثم بنى أطما، وبنت الملوك حول ذلك الأطمّ مدينة صنعاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>